كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

وقوله (¬1) {أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} سببٌ لهذا الخوف (¬2).
وهذا معنى قول أبي إسحاق وأكثر المفسرين لأنهم جعلوا الخوف واقعا على أن لا يقبل (¬3) منهم (¬4).

61 - وقوله: {أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} يبادرون في الأعمال الصالحة التي ذكر الله لهم قبل هذه الآية.
قال الزَّجَّاج: يقال: أسرعت وسارعت في معنى واحد إلا أن سارعت أبلغ من أسرعت (¬5).
وهذا كقوله: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ} [الأنبياء: 90] وقد مرّ.
وقوله: {وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} قال أبو إسحاق: فيه وجهان:
أحدهما: هم إليها سابقون (¬6).
وهذا قول الفراء (¬7)، ومعنى قول ابن عباس: ينافسون فيها أمثالهم من أهل البر والتقوى (¬8).
¬__________
(¬1) في (أ): (قوله) سقطت الواو.
(¬2) والمعنى على هذا: سبب الوجل الرجوع إلى ربهم. انظر: "الدر المصون" 8/ 353.
(¬3) في (ظ)، (ع): (يتقبّل).
(¬4) انظر: "الطبري" 18/ 32، القرطبي 12/ 132.
(¬5) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 17.
قال السمين الحلبي في "الدر المصون" 8/ 353 - مبينا قول الزجاج-: يعني من حيث إنّ المفاعلة تدل على قوة الفعل لأجل المغالبة.
(¬6) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 17.
(¬7) انظر: "معاني القرآن" للفراء 2/ 238.
(¬8) ذكره عنه الماوردي 4/ 59، والبغوي 5/ 422.

الصفحة 12