كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

وقال مقاتل: وأصلحوا العمل فليسوا بفساق (¬1).
{فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} قال ابن عباس: {غَفُورٌ} لذنبهم، يعني لقذفهم {رَحِيمٌ} بهم حيث تابوا (¬2).
"فلما نزلت هذه الآية قرأها النبي -صلى الله عليه وسلم- على الناس في خطبة (¬3) يوم الجمعة، فقال عاصم بن عدي الأنصاري (¬4) - للنبي -صلى الله عليه وسلم-: جعلني الله فداك، لو أن رجلاً منا وجد على بطن امرأته رجلاً (¬5)، فتكلم وأخبر بما رأى جلد (¬6) ثمانين جلدة، وسماه المسلمون فاسقًا، ولا تقبل له شهادة أبدًا، فكيف لأحدنا عند ذلك بأربعة شهداء؟ إلى أن يلتمس أربعة شهداء فقد فرغ الرجل من حاجته! فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كذلك أنزلت يا عاصم بن عدي". فخرج عاصم سامعًا مطيعًا، فلم يصل إلى منزله حتى استقبله هلال بن أمية يسترجع، فقال: ما وراءك؟ فقال: شر! وجدت شريك بن السحماء (¬7) على
¬__________
(¬1) "تفسير مقاتل" 2/ 34 ب.
(¬2) ذكر القرطبي 12/ 182 الشطر الأخير منه، ولم ينسبه لأحد.
(¬3) في (أ)، (ظ): (خطبته)، والمثبت من (ع)، وتفسير مقاتل.
(¬4) هو: عاصم بن عدي بن الجدِّ بن العجلان البلوي، حليف الأنصار. كان سيد بني عجلان. شهد أحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يشهد بدرًا؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- استخلفه على العالية من المدينة وضرب له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسهمه فيها. توفي في خلافة معاوية سنة 45 هـ وقد جاوز المائة.
"طبقات ابن سعد" 3/ 466، "الاستيعاب" 2/ 781، "أسد الغابة" 3/ 75، "الكاشف" للذهبي 2/ 51، "الإصابة" 2/ 237.
(¬5) (رجلاً) ساقط من (ط)، (ع).
(¬6) في (أ): (فجلد)، وفي (ظ): (يجلد)، والمثبت من (ع) وتفسير مقاتل.
(¬7) في (ظ)، (ع): (السمحاء)، وهو خطأ.
وهو: شريك بن عبدة بن مغيث بن الجد بن العجلان البلوي، حليف الأنصار. =

الصفحة 129