كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

وقال الكلبي: سبقوا الأمم إلى الخيرات. وعلى هذا المعنى: هم إلى الخيرات سابقون غيرهم لإسراعهم فيها ومبادرتهم إليها.
والوجه الآخر: هم من أجلها، أي من أجل اكتسابها، كما تقول: أنا أكوم فلانا لك، أي: من أجلك (¬1) (¬2).
والمعنى على هذا القول: وهم لأجل الخيرات سابقون غيرهم، أي إنما يسبقون غيرهم لأجل اكتسابها.
وذكر صاحب النظم على هذا الوجه معنى آخر لقوله: {سَابِقُونَ} فقال: تأويل الآية: وهم من أجلها، أي: من أجل مسارعتهم في الخيرات سابقون يوم القيامة إلى الجنَّة يسبقون (¬3) غيرهم ممن لا يسارع في الخيرات (¬4).
وعلى هذا، الكناية في لها تعود [إلى المسارعة ودل عليها قوله: {يُسَارِعُونَ}، وعلى ما قال أبو إسحاق يعود] (¬5) إلى الخيرات (¬6).
¬__________
(¬1) في (ظ): (لأجلك).
(¬2) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 17.
(¬3) في (ظ)، (ع): (أي يسبقون).
(¬4) ذكر مكي في "الهداية إلى بلوغ النهاية" 3/ 116 هذا القول ولم ينسبه لأحد. وانظر: "الكشاف" 3/ 35، "الدر المصون" 8/ 354.
(¬5) ما بين المعقوفين ساقط من (ع).
(¬6) قال الطبري 18/ 34 - بعد أن ذكر أن بعضهم تأوّل ذلك بمعنى: وهم إليها سابقون، وبعضهم بمعنى: وهم من أجلها سابقون-: وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب القول الذي قاله ابن عباس من أنَّه سبقت لهم من الله السعادة قبل مسارعتهم في الخيرات، ولما سبق لهم من ذلك سارعوا فيها. قال: وإنَّما قلت ذلك أولى التأويلين بالكلام؛ لأنَّ ذلك أظهر معنييه، وأنَّه لا حاجة بنا إذا وجهنا =

الصفحة 13