كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

{وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [المؤمنون: 33] (¬1).
وقوله: {بِآلْعَذَابِ} يعني بالسيوف يوم بدر. وهو قول ابن عباس (¬2)، ومجاهد (¬3)، وقتادة (¬4)، ومقاتل (¬5)، والسدي.
وقال الكلبي (¬6)، والضحاك (¬7): يعني بالجوع سبع سنين، حين دعا عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (¬8).
والقول هو الأول. وهو اختيار أبي إسحاق قال: العذاب الذي أخذوا به السيف (¬9).
¬__________
(¬1) انظر: "ترف" في "تهذيب اللغة" للأزهري 14/ 271، "لسان العرب" 9/ 17.
(¬2) ذكره عنه الثعلبي 3/ 62 ب.
(¬3) رواه الطبري 18/ 37، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 107 وزاد نسبته لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(¬4) رواه عبد الرزاق 2/ 47، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 107 وزاد نسبته لعبد بن حميد وابن أبي حاتم.
(¬5) "تفسير مقاتل" 2/ 31 ب.
(¬6) ذكره عنه ابن الجوزي 5/ 482.
(¬7) ذكره عنه الثعلبي 3/ 62 ب. وذكره ابن الجوزي 5/ 482. مع القائلين بالقول الأول.
(¬8) روى البخاري في الدعوات -باب الدعاء على المشركين 11/ 194 - 195، ومسلم في المساجد- باب استحباب القنوت في جميع الصلاة إذا نزلت بالمسلمين نازلة 1/ 466 - 467 من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا قال سمع الله لمن حمده في الركعة الآخرة من صلاة العشاء قنت: "اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها عليهم كسني يوسف".
(¬9) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 18. والأولى عدم تقييده بعذاب معين. قال ابن كثير 3/ 249: أي إذا جاء مترفيهم وهم المنعمون في الدنيا، عذاب الله وبأسه ونقمته بهم.

الصفحة 19