وذكر المفضل على العكس من هذا فقال: السمر الحديث بالليل، ثم كثر ذلك حتى سموا الظلمة سمرًا (¬1). ومنه قولهم: حلف فلان بالسمر والقمر (¬2).
واختلفوا في السمر هاهنا:
فالأكثرون على أن السامر هاهنا: اسم للجماعة الذين يسمرون. وهو معنى قول ابن عباس (¬3) وأكثر المفسرين (¬4).
قال أبو إسحاق: السامر: الجماعة الذين (¬5) يتحدثون ليلاً (¬6).
وقال المبرّد (¬7): السامر: اسم للجماعة (¬8)، ويقال: هو في السَّامر. أي: السُّمّار (¬9)، وأنشد لوضَّاح اليمن (¬10):
¬__________
(¬1) ذكر الأزهري في "تهذيب اللغة" 12/ 420 نحو هذا القول عن الأصمعي.
(¬2) انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري 2/ 420، "لسان العرب"4/ 377.
(¬3) ذكر السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 109 عن ابن عباس في قوله: "سامرًا تهجرون" قال: كانت قريش يتحلقون حلقا تحدثون حول البيت. وعزاه لعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه.
(¬4) انظر: "الطبري" 18/ 39، "الدر المنثور" للسيوطي 6/ 108 - 109.
(¬5) (الذين): موضعها بياض في (ظ).
(¬6) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 18.
(¬7) ذكر النحاس في "معاني القرآن" 4/ 475 عن المبرد أوَّله بمعناه.
(¬8) في (ظ): (الجماعة).
(¬9) في (أ): (السما).
(¬10) هو: عبد الرحمن- وقيل: عبد الله، وقيل: وضاح- بن إسماعيل بن كلال، من آل حولان، الحميري، شاعر غزل ونسيب. قيل أنه قدم مكة حاجًا في خلافة الوليد بن عبد الملك فرأى "أم البين" بنت عبد العزيز بن مروان زوجة الوليد فغزل بها، فقتله الوليد. "فوات الوفيات" 1/ 253، "الأغاني" 6/ 30 - 44، "النجوم الزاهرة" 1/ 266، "الأعلام" 3/ 299.