كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

وتقدير الآية: مستكبرين به سامرين هاجرين. غير أن الحال ترد بعبارات (¬1) فتكون أحسن، كما تقول: رأيت فلانًا راكبا يحدث وهو غضبان. [فتغير عبارات الحال، ويكون أحسن (¬2) من أن تقول: رأيته راكبًا محدثًا غضبان] (¬3).
واختلفوا في موضع الوقف في هذه الآية:
فالأكثرون على أن الوقف في آخرها؛ لأنّه منتهى ذكر الأحوال، ولا يحسن الوقف في أثنائها (¬4) (¬5).
وقال أبو حاتم (¬6): يحسن الوقف على قوله: {مُسْتَكْبِرِينَ} ثم يبتدئ {بِهِ سَامِرًا} (¬7) وهذا مذهب النحاس وابن الأنباري.
قال النحاس: {بِهِ} أي بالبيت {سَامِرًا تَهْجُرُونَ} آياتي أو تهذون (¬8).
وقال ابن الأنباري: {مُسْتَكْبِرِينَ} وقف حسن، ثم تبتدئ {بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ} على معنى: بالبيت العتيق تهجرون النبي -صلى الله عليه وسلم- والقرآن في وقت سمركم. قال: ويجوز أن يكون معنى {تَهْجُرُونَ} تهذون (¬9).
¬__________
(¬1) في (أ): (بمسارات).
(¬2) في (أ): (من احسن).
(¬3) ما بين المعقوفين ساقط من (ع).
(¬4) في (أ): (أبنائها).
(¬5) انظر: "القطع والائتناف" للنحاس ص 503، "منار الهدى" للأشموني ص 263.
(¬6) هو: أبو حاتم السجستاني.
(¬7) ذكره عنه النحاس في "القطع والائتناف" ص 503، "الداني في المكتفى" ص 402، الأشموني في "منار الهدى" ص 263.
(¬8) "القطع والائتناف" ص 503. ووقع في المطبوع: إبنيائي أو تهزؤن.
(¬9) "إيضاح الوقف والابتداء" 2/ 792 - 793.

الصفحة 32