كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

وقال الفراء والزجاج: ويجوز أن يكون المراد بالحق -هاهنا-: التنزيل، أي: نزل بما (¬1) يريدون ويحبون (¬2). يعني (¬3) من جَعْل (¬4) شريك وإثبات آلهة.
{لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ} كقوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء: 22]. وقد مرَّ.
وقال بعض أهل المعاني: الحقّ لما كان يدعو إلى المحاسن والأهواء تدعو إلى المقابح؛ فلو أَتبع الحق داعي الهوى لدعى إلى المقابح التي فيها الفساد والاختلال (¬5)، فكان يوجد بطلان الأدلة وامتناع الثقة بالمدلول عليه، فكان (¬6) ينقلب الأمر ويكثر الفساد (¬7).
قوله: {بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ} أي: جاء فيه فخرهم وشرفهم.
قال ابن عباس: هو كقوله: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا} [الأنبياء: 10]: وقوله: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} [الزخرف: 44] (¬8).
¬__________
(¬1) في (ظ): (ما).
(¬2) "معاني القرآن" للفراء 2/ 239، و"معاني القرآن" للزجاج 4/ 19.
(¬3) (يعني): ساقطة من (أ).
(¬4) في (ظ): (فعل).
(¬5) في "التبيان" 7/ 338: والاختلاط.
(¬6) في (أ): (وكان).
(¬7) ذكره الطوسي في "التبيان" 7/ 338 ولم ينسبه لأحد.
(¬8) ذكره عنه البغوي 5/ 424.

الصفحة 35