كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

وقوله: {فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ} قال: يريد تولوا عما جاء به من شرف الدنيا والآخرة (¬1).

72 - قوله تعالى: {أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا}. قال ابن عباس: يريد مالا يعطونك.
وقال مقاتل: يعني لم يسألهم محمدٌ أجرًا على الإيمان بالقرآن (¬2).
وقال أبو إسحاق: أي لم تسألهم على ما أتيتهم به أجرا (¬3).
قوله: {فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ} قال ابن عباس: فعطاء ربك خير (¬4).
وقال مقاتل: فأجر ربك أفضل من خراجهم (¬5).
والمعنى: أنّ أجر ربك وثوابه خير لك.
{وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} أفضل من أعطى وأجزل (¬6) وآجر.
وقال أهل المعاني: قد دلت الآية على أن غير الله يرزق، ولولا ذلك لم يجز {وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (¬7).
ويقال: رزق الأمير جنده فارتزقوا ارتزاقا (¬8).

73 - {وَإِنَّكَ} يا محمد {لَتَدْعُوهُمْ} يعني كفار قريش {إِلَى صِرَاطٍ
¬__________
(¬1) ذكر الماوردي 4/ 63 هذا المعنى عن السدي.
(¬2) "تفسير مقاتل" 2/ 32 أ.
(¬3) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 19.
(¬4) ذكر البغوي 5/ 424 وابن الجوزي 5/ 485 هذا المعنى من غير نسبة لأحد. وذكره أبو حيان 6/ 415 نحو هذا المعنى عن الكلبي.
(¬5) "تفسير مقاتل" 2/ 32 أ.
(¬6) (وأجزل): ساقطة من (أ)، (ظ).
(¬7) ذكر الرازي 23/ 112 هذا القول وعزاه للجبَّائي.
(¬8) "تهذيب اللغة" للأزهري 8/ 429 (رزق) منسوبًا إلى الليث.

الصفحة 36