كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

{وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ} قال ابن عباس: ولا له شريك (¬1).
{إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ} هذا جواب لكلام مضمر (¬2) التقدير: لو كانت معه آلهة إذن لذهب كل إله بما خلق، أي لاعتزل وانفرد بخلقه (¬3)، فلا يرضى أن يضاف خلقه وإنعامه إلى غيره، ومنع (¬4) الإله الآخر عن (¬5) الاستيلاء على ما خلق (¬6).
قوله: {وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ} دليل آخر على (¬7) نفي الشريك معطوف على الأول. قال الفراء: بغى بعضهم على بعض (¬8).
وقال الزجاج: طلب بعضهم مغالبة بعض (¬9).
وهذا معنى قول ابن عباس والمفسرين: لقاتل بعضهم بعضًا كما يفعل الملوك في الدنيا يقاتل هذا هذا (¬10).
¬__________
(¬1) ذكر البغوي 5/ 427 هذا القول ولم ينسبه لأحد.
(¬2) في (ظ): (الكلام مضمرًا).
(¬3) من قوله: هذا جواب إلى هنا. هذا كلام الطبري رحمه الله في "تفسيره" 18/ 49 مع اختلاف يسير جدًّا وتقديم وتأخير. و"أصل الكلام" للفراء 2/ 241.
(¬4) في جميع النسخ: (ومنع)، وفي المطبوع من "البسيط" 3/ 296: ولمنع. وأشار المحقق في الحاشية إلى أنه في بعض النسخ: منع. وعند ابن الجوزي 5/ 488: ولمنع. وعند البغوي 5/ 427: ومنع.
(¬5) في (ظ): (من)، وفي باقي النسخ والوسيط والبغوي وابن الجوزي: عن.
(¬6) في (ع): (في).
(¬7) من قوله: "فلا في .. " إلى هنا ذكره الطوسي في "التبيان" 7/ 345 - 346 من غير نسبة لأحد.
(¬8) "معاني القرآن" للفراء 2/ 241.
(¬9) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 20.
(¬10) ذكر البغوي 5/ 427 هذا المعنى ولم ينسبه لأحد.

الصفحة 49