كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

وقوله: {مَا يُوعَدُونَ} قال ابن عباس: من النقمة فيهم.
وقال مقاتل: يعني القتل ببدر (¬1).

94 - {رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي} قال الفراء: هذه الفاء جواب لقوله: {إِمَّا تُرِيَنِّي} اعترض النداء بينهما كما تقول: إن تأتني كما زيد فعجّل (¬2)، ولو لم يكن قبله جزاء لم يجز أن تقول: يا زيد فقم، ولا أن تقول: يا رب فاغفر لي؛ لأن النداء مستأنف، [وكذلك الأمر بعده مستأنف] (¬3) لا تدخله الفاء ولا الواو (¬4).
قوله تعالى: {فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} قال الكلبي: يعني مع (¬5) الفئة الباغية (¬6). قال أبو إسحاق: أي إن أنزلت بهم النقمة كما رب فاجعلني خارجًا عنهم (¬7).
قال مقاتل: وذلك أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أراد أن يدعو على كفار مكة (¬8).

95 - فعلّمه الله كيف يدعو، وأخبر أنه قادر على إنزال العذاب بهم بقوله: {وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ}.
ثم أمره بالصبر إلى أن ينقضي الأجل المضروب للعذاب فقال: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} قال المفسرون: يعني الإعراض والصفح
¬__________
(¬1) "تفسير مقاتل" 2/ 33 أ.
(¬2) في (أ)، (ظ): (فجعل).
(¬3) ما بين المعقوفين ساقط من (ع).
(¬4) "معاني القرآن" للفراء 2/ 241.
(¬5) في (ع): (في).
(¬6) ذكر الرازي 23/ 118 نحو هذا القول ولم ينسبه لأحد.
(¬7) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 21.
(¬8) "تفسير مقاتل" 2/ 33 أ.

الصفحة 52