كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

وروي عن مجاهد وعطاء أنهما قالا في قوله: {بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}: السلام يسلم عليهم إذا لقيهم (¬1).
ولا أدري هل كان يسلم على المشركين أم لا؟ فإنَّه -صلى الله عليه وسلم- نهانا أن نبدأهم بالسلام (¬2).
قوله: {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} قال ابن عباس: يريد بما يقولون من الشرك (¬3). وقال مقاتل: بما يقولون من الكذب (¬4).
ومعنى {نَحْنُ أَعْلَمُ} إنَّا (¬5) نجازيهم بما يستحقون (¬6) من الجزاء في الوقت الذي يصلح للأخذ بالعقوبة.
أي (¬7): فليس يخفى علينا ما يقولون، ولسنا نغفل عن مجازاتهم.
¬__________
(¬1) رواه عن مجاهد عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 48، والطبري 18/ 51، وذكره عن عطاء السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 13 وعزاه لابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(¬2) روى البخاري في الاستئذان -باب التسليم في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين 11/ 38، ومسلم في الجهاد- باب في دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وصبره على المنافقين 3/ 1422 - 1423، من حديث أسامة -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مر بمجلس فيه أخلاطٌ من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود ... فسلم عليهم النبي -صلى الله عليه وسلم-" الحديث وروى مسلم في السلام - باب في السلام على أهل الذمة 14/ 111، والترمذي في السير- باب ما جاء في التسليم على أهل الكتاب 5/ 227، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال "لا تبدؤا اليهود والنَّصّارى بالسلام" الحديث.
(¬3) ذكر ابن الجوزي 5/ 489، والقرطبي 12/ 147 هذا القول ولم ينسبه لأحد.
(¬4) "تفسير مقاتل" 2/ 33 أ.
(¬5) في (ع): (بما). والمثبت من باقي النسخ والوسيط.
(¬6) في (ظ)، (ع): (بما يستحقون به).
(¬7) (أي): ساقطة من (أ).

الصفحة 54