كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)
ظهرتَ بحاجتي، إذا لم تُعْنَ بها (¬1)
قال الفرزدق:
تمَيمَ بنَ زيد لا تكونن حاجتي ... بظهر فلا يَعْيَا عليَّ جوابها (¬2)
قال (¬3): ويمكن أن يكون قوله:
وتلك شَكاةٌ ظاهرٌ عنك عارُها (¬4)
من هذا، أي: تلك شكاة هي عنك تظهر، فلا تعتن بها (¬5).
¬__________
(¬1) ذكره الثعلبي 8/ 100 ب؛ وفيه: من قول العرب: ظهرت به، إذا جعلته خلف ظهرك، فلم تلتفت إليه. وفي "تهذيب اللغة" 6/ 249: قال الأصمعي: ظهر فلان بحاجة فلان: إذا جعلها بظهر، ولم يخفَّ لها. قال الماوردي 4/ 152: مأخوذ من قولهم: ظهر فلان بحاجتي إذا تركها واستهان بها، قال تعالى: {وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا} [هود: 92] أي: هينًا.
(¬2) ديوان الفرزدق 1/ 86، في سياق قصة، وقد ورد البيت في الديوان بلفظ:
تميم بن زيد لا تهونن حاجتي ... لديك ولا يعيا علي جوابها
وذكر البيت ابن الأنباري، في كتابه "الأضداد" 256، في سياق قصة، منسوبًا للفرزدق، وفيه:
.. فلا يخفى علي جوابها
ثم قال ابن الأنباري: وأراد الفرزدق بقوله: لا تكونن حاجتي بظهر، لا تطَّرحها. وذكره الأزهري 6/ 256، غير منسوب. ونسبه القرطبي 13/ 63، للفرزدق، وفيه: تميم بن قيس.
(¬3) قال في (أ)، (ب)، ويعني به أبا علي الفارسي.
(¬4) أنشده الأزهري 6/ 254، ونسبه لأبي ذؤيب الهذلي، وهو في "ديوانه" 115، وصدره:
وعيرها الواشون أني أحبها
وهو كذلك في "خزانة الأدب" 9/ 505.
(¬5) رد ابن جرير 19/ 27 هذا القول، واعترض عليه، وصحح القول الأول. فقال لأن الله تعالى ذكره أخبر عن عبادة هؤلاء الكفار من دونه، فأولى الكلام أن يتبع ذلك =
الصفحة 553
626