كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

الآية (¬1).

58 - قوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} ظاهر التفسير إلى آخر الآية.
59 - وقوله: {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} مفسر في سورة الأعراف (¬2). إلى قوله {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} قال الكلبي: يقول: فأسأل الخبير بذلك (¬3). وعلى هذا الكناية في: {بِهِ} تعود إلى ما ذُكر من خلق السماوات، والأرض، والاستواء على العرش، والباء: من صلة الخبير قدم عليه، وذلك الخبير هو: الله -عز وجل-، وقيل: جبريل -عليه السلام- (¬4). وقيل: هذا الخطاب ظاهره للنبي -صلى الله عليه وسلم- والمراد به غيره (¬5).
¬__________
= يتخذ إلى ربه سبيلًا فليتخذه. ويحتمل أن يكون المعنى: أن تتخذوا إلى ربكم سبيلًا بالتقرب إليه، وعبادته، فالاستثناء على هذا متصل. تفسير ابن جزي 486. وذكر القولين أبو حيان 6/ 465، واستظهر القول بأن الاستثناء منقطع.
(¬1) في "تفسير مقاتل" ص 46 ب: {سَبِيلًا} طاعته. وهو قول قتادة؛ أخرجه عنه ابن أبي حاتم 8/ 2712. ولم يجعله في "تنوير المقباس" ص 304، متعلقًا بالأجر، وإنما جعله راجعًا إلى الإيمان، والتوحيد. قال الهواري 3/ 215: أي: إنما جئتكم بالقرآن ليتخذ به من آمن إلى ربه سبيلًا بطاعته. أي: تقرب به إلى الله. وقريب من كلام الواحدي، في "تفسير ابن جرير" 19/ 27.
(¬2) عند قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} [الأعراف: 54]، حيث تكلم عن كلمة: ستة، وبين أصل اشتقاقها، والمراد بها في الآية، والحكمة من ذلك، ثم تكلم عن بقية معاني الآية في خمس صفحات.
(¬3) "الوسيط" 3/ 344، ونسبه البغوي 6/ 91، للكلبي. وهذا القول اختيار الهوارى 3/ 215: أي: خبيرًا بالعباد.
(¬4) "تفسير الثعلبي" 8/ 101 أ، بنحوه.
(¬5) وجزم به في "الوسيط" 3/ 344. وكذا البغوي، في "تفسيره" 6/ 91.

الصفحة 555