كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

قال أبو عبيد (¬1): والموتة: المجنون. وإنَّما سمّاه همزًا؛ لأنَّه جعله من النخس والغمز، وكل شيء دفعته (¬2) فقد همزته (¬3).
وعلى هذا معنى (¬4) {هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ} دفعهم بالإغواء إلى المعاصي. وهو معنى قول ابن عباس والحسن: نزغات الشياطين ووساوسهم (¬5).
وذلك أنّه إنما يدفع الناس إلى (¬6) المعاصي بما يوسوس إليهم من التسويل والتَّمنية (¬7).
¬__________
= قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قام من الليل يقول: اللهم إنّي أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزة ونفثه ونفخه. قال: وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: تعوذوا من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه، قالوا: كما رسول الله وما همزه ..... الحديث.
والثاني: ما رواه عبد الرزاق في مصنفه 2/ 84 عن الحسن: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من همزه ونفثه ونفخه، فقالوا: ما أكثر ما نستعيذ من هذا! لمن هذا؟ قال: أمّا همزه فهو المجنون، وأما نفخه فالكبر، وأما نفثه فالشعر. وبمرسل أبي سلمة صحّحه الألباني في "صحيح ابن ماجه" 1/ 135.
وانظر: "إرواء الغليل" للألباني 2/ 53 - 57.
والموتة: بضم الميم وفتح التاء بدون همز.
(¬1) في جميع النسخ: (أبو عبيدة)، وهو خطأ، والمثبت هو الصواب.
(¬2) في (ظ): (رفعته)، وهو خطأ.
(¬3) "تهذيب اللغة" للأزهري 6/ 165 (همز) نقلاً عن أبي عبيد. وكلام أبي عبيد في كتابه "غريب الحديث" 3/ 78.
(¬4) (معنى): ساقطة من (ع).
(¬5) ذكره عنهما الثَّعلبي في "الكشف والبيان" 3/ 64 أ.
(¬6) (إلى): ساقطة من (ظ).
(¬7) كما قال تعالى: {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا} [النساء: 120].

الصفحة 56