كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

واختار أبو عبيد (سُرُجًا) وقال: من قرأ (سُرُجًا) أراد النجوم، وهي قد ذكرت قبل هذا، في قوله: {جَعَلَ في السَّمَاءِ بُرُوجًا} وهذا الذي ذكره لا يقدح في قراءة حمزة؛ لأنه يحمل البروج على غير الكواكب (¬1).

62 - قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً} ذكر أهل اللغة، والمفسرون، في الخلفة، قولين (¬2)؛ قال أبو عبيدة: الخلفة كل شيء بعد شيء (¬3).
وقال الأصمعي: خلفة الثمر: الشيء يجيء بعد الشيء. والخلفة من نبات الصيف بعد ما يبس العشب، ومن الزروع، ما زرع بعد إدراك الذي زرع أولاً؛ لأنها تُستَخلف (¬4)، وأنشد:
ولها بالماطرون إذا ... أكل النمل الذي جمعا
¬__________
= لعائدين من الغزو أو غيره. الحباب: الفقاقيع التي تظهر على سطح الماء.
(¬1) ذكر قول أبي عبيد النحاس، في "إعراب القرآن" 3/ 166، وذكر الإجابة عنه فقال: أبان بن تغلب قال: السرج: النجوم الدراري، فعلى هذا تصح القراءة، ويكون مثل قوله جل وعز: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ} [البقرة: 98] فأعيد ذكر النجوم النيرة. وذكر قول أبي عبيد، السمرقندي 2/ 465. وهو اختيار الثعلبي 8/ 101 ب.
(¬2) أما ابن جرير 19/ 30، فقد ذكر فيها ثلاثة أقوال:
1 - يخلف أحدهما صاحبه.
2 - ما فات في أحدهما عمل في الآخر. وقد جعلهما الواحدي، قولاً واحداً.
3 - كل واحد منهما مخالف لصاحبه.
(¬3) "مجاز القرآن" 2/ 78، بمعناه. وهو قول الأزهري، قال 7/ 398: كل شيء يجيء بعد شيء فهو خلفة.
(¬4) "تهذيب اللغة" 7/ 399، 400 (خلف)، بنصه. وفيه: والخلفة ما أثبت الصيف من العشب، بعد ما يبس العشب. ولم ينشد البيت المذكور.

الصفحة 565