كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)
وقال مقاتل: جعل النهار (¬1) خلفًا من الليل، لمن نام بالليل، وجعل الليل خلفًا من النهار، لمن كانت له حاجة، وكان مشغولًا (¬2).
وقال ابن زيد: يخلف أحدهما صاحبه؛ إذا ذهب أحدهما جاء الآخر، فهما يتعاقبان في الضياء والظلام، والزيادة والنقصان (¬3).
وقال الضحاك: من عجز عن عمل الليل فعمل بالنهار كان له خلفًا، ومن عجز عن عمل بالنهار فعمل بالليل كان له خلفًا. وقال الحسن: جعل أحدهما خلفًا للآخر فإن فات رجلًا من النهار شيء أدركه بالليل، وإن فاته شيء بالليل أدركه بالنهار (¬4). وهذا القول اختيار الليث؛ قال: أي: إذا فاته أمر بالنهار تداركه بالليل، وإذا فاته بالليل تداركه بالنهار (¬5) من العبادة،
¬__________
= 8/ 490. وذكره الثعلبي عن ابن عباس، والحسن، وقتادة. وأخرج ابن أبي حاتم، بسنده عن شقيق قال: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: فاتتني الصلاة الليلة، فقال: أدرك ما فاتك من ليلتك في نهارك، فإن الله جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً. ويشهد لهذا حديث عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ أَوْ عَن شَئْ مِنْهُ فَقَرَأَهُ فِيمَا بَيْنَ صَلاةِ الْفَجْرِ وَصَلاةِ الظُّهْرِ كُتِبَ لَهُ كأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ". أخرجه مسلم 1/ 515، في صلاة المسافرين وقصرها، رقم 747. والنسائي 3/ 288، في قيام الليل، رقم 1790.
(¬1) في (ج)، الليل، وهو خطأ.
(¬2) "تفسير مقاتل" ص 47 أ.
(¬3) أخرجه بسنده ابن جرير 19/ 32 مطولاً. وذكره الثعلبي 8/ 101 ب.
(¬4) أخرجه عبد الرزاق 2/ 71. وابن جرير 19/ 31، وابن أبي حاتم 8/ 2718. وساق بعده عبد الرزاق بسنده قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا حسد إلا على اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فهو ينفق منه آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار". والحديث أخرجه البخاري، كتاب العلم، رقم: 73، "الفتح" 1/ 165. ومسلم 1/ 558، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، رقم: 815.
(¬5) "العين" 4/ 268 (خلف). ولم أجده في "التهذيب". أخرج ابن أبي حاتم 8/ 2718، =
الصفحة 567
626