كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

والذكر، وغير ذلك (¬1).
القول الثاني، قال الكسائي: يقال لكل شيئين اختلفا: هما خِلْفَان، وخِلْفَتَان، يقال: له ابنان خِلْفان، وله عبدان خِلْفان، وله أَمَتَان خلفان، إذا كان أحدُهما طويلاً، والآخر قصيرًا، أو كان أحدُهما أبيضَ، والآخرُ أسودَ (¬2)، قال الراجز:
دَلْوَاي خِلْفان وساقياهما (¬3)
يقول: إحداهما مُصْعِدَةٌ، والأخرى مُنْحَدِرة (¬4)، واحد الساقين طويل، والآخر قصير (¬5)، أو أحدهما أسود، والآخر أحمر. وقال غيره: يقال: ولد فلان خلفة، أي: نصف صغار، ونصف كبار، ونصف ذكور، ونصف إناث (¬6). وعلى هذا (¬7) الخلفة من الاختلاف الذي هو ضد الاتفاق. وهذا قول مجاهد، قال: جعل كل واحد منهما مخالفًا لصاحبه، فجعل هذا أسود، وهذا أبيض (¬8).
¬__________
= عن الحسن أن عمر -رضي الله عنه-، أطال صلاة الضحى، فقيل له: صنعت اليوم شيئاً لم تكن تصنعه؛ فقال: إنه بقي علي من وردي شئٌ: فأحببت أن أتمه أو أقضيه، وتلا هذه الآية {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا}.
(¬1) اقتصر الواحدي على هذا القول في "الوسيط" 3/ 345، و"الوجيز" 2/ 783.
(¬2) "تهذيب اللغة" 7/ 398 (خلف)، بنصه. وهو قول أبي زيد، "النوادر في اللغة" ص 15.
(¬3) هكذا ورد في "تهذيب اللغة" 7/ 398، غير منسوب، و"اللسان" 9/ 91 (خلف) كذلك، و"مقاييس اللغة" 2/ 213، و"نوادر أبي زيد" ص 15.
(¬4) "تهذيب اللغة" 7/ 398 (خلف).
(¬5) في نسخة: (أ)، (ب)، بالتنوين في: طويلاً، وقصيراً.
(¬6) "تهذيب اللغة" 7/ 398 (خلف)، بنصه. ولم يسم القائل.
(¬7) في (أ)، (ب): (وهذا على).
(¬8) أخرجه بسنده، عنه ابن جرير 19/ 31، وابن أبي حاتم 8/ 2718. وتفسير مجاهد =

الصفحة 568