كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

ولهذا لم يثنَّ، كما يقال: رجلان عدل. ويحتمل أن يكون الأمر من باب حذف المضاف، على تقدير: ذوي خلفة (¬1).
قوله: {لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ} أي: يتذكر، فيتبين شكر الله، وموضع النعمة، وإتقان الصنعة، فيستدل به على التوحيد. والتشديد، على أنه: يتذكر، ويتفكر ليدرك العلم بقدرته، ويستدل على توحيده. وقرأ حمزة، مخففًا (¬2)، على معنى (¬3) أنه: يذكر ما نسيه في أحد هذين الوقتين، في الوقت الآخر. ويجوز أن يكون: على تذكر تنزيه الله تعالى، وتسبيحه فيهما؛ كما قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} [الأحزاب: 41] هذا كلام أبي علي (¬4).
وقال الفراء: (ويذكر، ويتذكر) يأتيان بمعنى واحد؛ قال الله تعالى: {وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ} [البقرة: 63] في حرف عبد الله: (وتذكَّروا) ما فيه انتهى كلامه (¬5). وفي جعل الله تعالى الليل والنهار متعاقبين، يخلف أحدهما
¬__________
= والزيادة والنقصان .. وهذا القول يرجع إلى المعنى الأول؛ لأن معنى الاختلاف في اللغة: التفرق في الجهات جهة اليمين والشمال والخلف والقدام، ثم شُبه الاختلاف في المذاهب وفي كل شيء بالاختلاف في الطريق مواجهة أن كل واحد من المختلفين على نقيض ما ذهب إليه الآخر كالمختلفين في الطريق.
(¬1) ذكره القرطبي 13/ 66، ولم ينسبه.
(¬2) كتاب "السبعة في القراءات" ص 466، و"الحجة للقراء السبعة" 5/ 348، وقرأ بها من القراء العشرة خلف، "النشر في القراءات العشر" 2/ 334.
(¬3) (معنى) (خ).
(¬4) "الحجة للقراء السبعة" 5/ 384، قال: المعنى في قراءة حمزة: {أن يذَّكَّرَ} يتذكر.
(¬5) "معاني القرآن" للفراء 2/ 271، بلفظ: وفي قراءتنا {وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ} [البقرة: 63] وفي حرف عبد الله (وتذكروا ما فيه) وذهب إلى أنهما بمعخى واحد: ابن جرير 19/ 32. لم أجده عند ابن خالويه، ولا ابن جني.

الصفحة 570