كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

صاحبه اعتبارٌ واستدلال على قدرته، ومتسع لذكره، وطاعته أيضًا (¬1). وهذا قول المفسرين كما حكينا عنهم في القول الأول في الخلفة. وعلى قول جاهد، الظاهر أنه أراد بالتذكير: الاعتبار، والاستدلال على قدرته، لا الذكر الذي هو التسبيح، والتنزيه (¬2).
وقوله تعالى: {أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} الشُكُور: مصدر شَكَر يَشْكُر، شُكْرًا وشُكُورًا، كما يقال: كَفَر يَكْفُر، كُفْرًا وكُفُورًا، قال الله تعالى: {لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} [الإنسان: 9] قال ابن عباس في هذه الآية: يريد لمن أراد أن يتعظ، ويطيعني (¬3). وقال مجاهد: يشكر نعمة ربه عليه فيهما (¬4).

63 - قوله: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} قال الليث (¬5): الهون: مصدر الهَيِّن في معنى (¬6) السكينة والوقار. تقول: هو يمشي هَوْنًا، وجاء عن علي رضي الله عنه: (أحبب حبيبك هونًا ما) (¬7).
¬__________
(¬1) ذكره في "الوسيط" 3/ 345، بنصه، ولم ينسبه.
(¬2) أخرج بسنده ابن أبي حاتم 8/ 2719، عن مجاهد: {لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ} يتعظ.
(¬3) "تنوير المقباس" ص 305.
(¬4) "تفسير مجاهد" 2/ 455. وأخرجه عنه ابن جرير 19/ 32، وابن أبي حاتم 8/ 2719.
(¬5) (الليث) في (ج).
(¬6) (معنى) ساقطة من النسخ الثلاث، وهي في "تهذيب اللغة" 4/ 92 (هون).
(¬7) كتاب "العين" 4/ 92 (هون)، بنصه. و"تهذيب اللغة" 6/ 440 (هان)، وفيهما: مصدر الهين، في معنى السكينة والوقار. والأثر ذكره الثعلبي 8/ 101 ب، مرفوعاً للنبي -صلى الله عليه وسلم- بدون إسناد، ولفظه: "أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيظك يوماً ما، وأبغض بغيظك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما". وأخرجه الترمذي 6/ 314، مرفوعاً، كتاب البر والصلة رقم: 1997. وقال: حديث غريب. وصححه الألباني مرفوعاً، في "غاية المرام" 273، وذكر له طرقاً. وأما الموقوف =

الصفحة 571