كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

وقال الحسن، وعطاء، والضحاك، ومقاتل: حلماء متواضعين، يمشون في اقتصاد (¬1)
وقال قتادة: {يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} تواضعًا لله لعظمته (¬2).
وروى أسامة بن زيد، عن أبيه، قال: لا يشتدون (¬3).
وقال ابن وهب: لا يتكبرون على الناس، ولا يتجبرون (¬4).
وانتصب {هَوْنًا}؛ لأنه صفة مصدر محذوف، أي: يمشون مشيًا
¬__________
= وأخرجه بسنده، عبد الرزاق، في تفسيره 2/ 71. وكذا ابن جرير 19/ 32، وابن أبي حاتم 8/ 2719، وأخرجه عن الحسن أيضًا. وذكره الهوَّاري 3/ 216.
(¬1) "تفسير مقاتل" ص 47 أ. وأخرجه بسنده عن الحسن، عبد الرزاق، في تفسيره 2/ 71، وعنه ابن جرير 19/ 34، ولفظه عندهما: حلماء علماء لا يجهلون. وأخرجه أيضًا الثعلبي 8/ 101 ب. وأخرج ابن أبي حاتم 8/ 2719، عن ابن عباس رضي الله عنهما: علماء حلماء.
(¬2) أخرجه ابن أبي حاتم 8/ 2721.
(¬3) أخرجه ابن جرير 19/ 34.
أسامة بن زيد بن أسلم العمري المدني، ضعيف، ليس له في الكتب الستة سوى حديث واحد عند ابن ماجه. "سير أعلام النبلاء" 6/ 343، و"تقريب التهذيب" ص 123، وأما أبوه زيد بن أسلم فهو مولى عمر رضي الله عنه، ثقة عالم، وكان يرسل. ت: 136. "سير أعلام النبلاء" 5/ 316، و"تقريب التهذيب" ص 350.
(¬4) أخرجه ابن جرير 19/ 34، فقال: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} قال: لا يتكبرون على الناس، ولا يتجبرون، ولا يفسدون. وقرأ: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا في الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83]. وأخرجه ابن أبي حاتم 8/ 2721، دون ذكر الآية. قال الزمخشري 3/ 283: ولذلك كره بعض العلماء الركوب في الأسواق، ولقوله: {وَيَمْشِي في الْأَسْوَاقِ}.

الصفحة 573