كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

ابن آدم إلا بسوء (¬1)، فلذا (¬2) أمر أن يتعوذ من أن يأتيه الشيطان أو يقربه.

99 - ثم أعلم -تعالى ذكره- أن هؤلاء الذين ذكروا قبل هذا الموضع ودفعوا البعث يسألون المرجع إلى الدنيا عند معاينة الموت فقال: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} قال مقاتل: يعني (¬3) الكفار (¬4).
{الْمَوْتُ} قال الكلبي ومقاتل (¬5): يعني ملك الموت.
وقال غيرهما: يعني (¬6) أسباب الموت ومقدماته كقوله: {وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ} (¬7) [إبراهيم: 17]. وقد مرّ.
{قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} قال ابن عباس والمفسرون: يريد إلى الدنيا (¬8).
قال الفراء، والزجاج، وجميع أصحاب العربية: قوله: {ارْجِعُونِ} وهو يريد الله -عز وجل- وحده (¬9)، فجاء الخطاب في المسألة على لفظ الإخبار، لأن الله -عز وجل- قال: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ} [ق: 43] وهو وحده يحيي، وهذا لفظ تعرفه العرب للجليل الشأن يخبر عن نفسه بما يخبر به (¬10) الجماعة، فكذلك جاء الخطاب في {ارْجِعُونِ} (¬11).
¬__________
(¬1) ذكر ابن الجوزي 5/ 489 هذا المعنى ولم ينسبه لأحد.
(¬2) في جميع النسخ: (فإذا). وما أثبتناه هو الصواب.
(¬3) (يعني): لست في (أ).
(¬4) "تفسير مقاتل" 2/ 33 أ.
(¬5) "تفسير مقاتل" 2/ 33 أ.
(¬6) (يعني): ساقطة من (أ).
(¬7) في (ظ): (فيأتيه).
(¬8) انظر: "الطبري" 18/ 52.
(¬9) في (أ). (الله وحده -عز وجل-).
(¬10) في (ع): (عن الجماعة).
(¬11) هذا كلاء الزجاج بنصِّه في "معاني القرآن" 4/ 21 - 22. وانظر: "معاني القرآن" =

الصفحة 60