كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

وقال علي بن أبي طلبة: يعني شهادة الزور (¬1).
وهو قول وائل بن ربيعة (¬2).
قوله تعالى: {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} معنى اللغو، في اللغة: كل ما يُلغى وُيطرح (¬3). والمعنى: إذا مروا بجميع ما ينبغي أن يُلغى؛ وهو: المعاصي كلها؛ قاله الحسن، والكلبي (¬4).
¬__________
= عكرمة، وعطاء، ومصعب بن سعد، وغيرهم، وحدث عنه سفيان الثوري، وصحبه زماناً. مات سنة بضع وأربعين ومائة. "سير أعلام النبلاء" 6/ 250، و"تقريب التهذيب" ص 743.
(¬1) ذكره عنه الثعلبي 8/ 104 ب. وعلى هذا فهو من الشهادة لا من المشاهدة. "تفسير ابن عطية" 11/ 78.
(¬2) وائل بن ربيعة، لم أقف على نسبه؛ لكن ذكر ابن سعد في "الطبقات" 6/ 204، أن وائل بن ربيعة روى عن عبد الله بن مسعود، وروى عن وائل: المسيب بن رافع. وعده البخاري في الكوفيين. "التاريخ الكبير" 8/ 176.
لم يرجح الواحدي -رحمه الله- شيئاً من هذه الأقوال، وقد أوصلها ابن أبي حاتم في "تفسيره" 8/ 2736، إلى تسعة أوجه، والذي يظهر أنها كلها مرادة؛ إذ لا تعارض بينها، فتأويل الآية كما قال ابن جرير 19/ 49: والذين لا يشهدون شيئاً من الباطل. قال الرازي 24/ 113: واعلم أن كل هذه الوجوه محتملة، ولكن استعماله في الكذب أكثر. قال ابن القيم: وتأمل كيف قال سبحانه: {لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} ولم يقل: بالزور؛ لأن يشهدون، بمعنى يحضرون، فمدحهم على ترك حضور مجالس الزور، فكيف بالتكلم به، وفعله. "إغاثة اللَّهفان" 1/ 260.
(¬3) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 77. وقال أبو عبيدة: اللغو: كل كلام ليس بحسن، وهو في اليمين: لا والله، وبلى والله. "مجاز القرآن" 2/ 82.
(¬4) أخرج قول الحسن، عبد الرزاق 2/ 72. وعنه ابن جرير 19/ 50. وذكره الثعلبي 8/ 105 أ، عنهما. ونسبه في "الوسيط" 3/ 348، للحسن، والكلبي. وفي "تنوير المقباس" ص 305: بمجالس الباطل.

الصفحة 603