كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

قول الشاعر:
بأيدي رجالٍ لَمْ يَشيمُوا سيوفَهم ... ولَمْ تَكثر القتلى بها حين سُلَّتِ (¬1)
تأويله: بأيدي رجال شاموا سيوفهم، أي: أغمدوها وقد كثرت القتلى، فتأويل الآية: {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ} خروا ساجدين سامعين مبصرين (¬2). وقال ابن قتيبة: أي: لم يتغافلوا عنها كأنهم صم لم يسمعوها، وعمي لم يروها (¬3).

74 - قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا} (¬4) وتقرأ و {وذريتنا} (¬5) والذرية، تكون واحدًا وجمعًا. فكونها
¬__________
(¬1) أنشده المبرد، ونسبه للفرزدق، وقال عنه المبرد: هذا البيت طريف عند أصحاب المعاني، وتأويله: لم يشيموا: أي: لم يُغمدوا، ولم تكثر القتلى، أي: لم يغمدوا سيوفهم إلا وقد كثرت القتلى حين سلت. الكامل 1/ 401، وقال المحقق: لم أجده في ديوان الفرزدق، ط: دار صادر. وبحثت عنه في ط: دار بيروت، فلم أجده أيضًا. وأنشده الزجاج، "معاني القرآن" 4/ 77، ولم ينسبه. وفيه: ولم يكثروا. وأنشده ابن الأنباري، الإنصاف 2/ 667، ولم ينسبه، وفي الحاشية: وقد وجدته في ديوان الفرزدق بيتاً مفرداً.
(¬2) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 78. قال الزمخشري 3/ 287: {لَمْ يَخِرُّوا} ليس بنفي للخرور، وإنما هو إثبات له، ونفي للصمم والعمى، كما تقول: لا يلقاني زيد مسلِّماً، هو نفي للسلام لا للقاء.
(¬3) "غريب القرآن" ص 315، و"تأويل مشكل القرآن" 22. وفي (ج): (لم يبصروها).
(¬4) من، في قوله تعالى: {مِنْ أَزْوَاجِنَا} ابتدائية، على معنى: هب لنا من جهتهم ما تقر به عيوننا. "تفسير الرازي" 24/ 115.
(¬5) قرأ ابن كثير، ونافع، وابن عامر، وعاصم في رواية حفص: {وَذُرِّيَّاتِنَا} بالجمع. وقرأ أبو عمرو، وعاصم في رواية أبي بكر، وحمزة، والكسائي: {وَذُرِّيَّتِنَا} واحدة. كتاب السبعة في القراءات 467، و"الحجة للقراء السبعة" 5/ 352، و"النشر في =

الصفحة 609