كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

وقال أبو صالح: يُقتدى بهدانا (¬1). وقال عكرمة: إمامًا مثالًا (¬2).
وقال مكحول: أئمة في التقوى، يَقتدي بنا المتقون (¬3).
قال الفراء: إنما قال: {إِمَامًا} ولم يقل: أئمة، كما قال: {إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: 16]، للاثنين، وعلى هذا هو من الواحد الذي أُريد به الجمع (¬4)، كقول الشاعر:
يا عاذلاتي لا تُردْن ملامتي ... إن العواذل لسن لي بأمير (¬5)
وحكى أبو علي الفارسي، عن الأخفش قال: الإمام هاهنا جمع: آمّ فاعل من: أمَّ، يُجمع على: فِعَال، نحو: صَاحب، وصِحَاب (¬6).
ونحوه قول الحطيئة:
¬__________
(¬1) قال ابن أبي حاتم 8/ 2742، بعد ذكر قول ابن عباس -رضي الله عنهما- السابق: وروي عن أبي صالح، وعبد الله بن شوذب نحو ذلك.
(¬2) أخرجه ابن أبي حاتم 8/ 2743.
(¬3) أخرجه الثعلبي 8/ 105 ب، وأخرجه ابن أبي حاتم 8/ 2743، بسياق أطول من هذا. وأخرج نحوه ابن أبي حاتم 8/ 2743، عن سعيد بن جبير، والسدي.
(¬4) "معاني القرآن" للفراء 2/ 274، بمعناه
(¬5) أنشد البيت الأخفش 2/ 643، ولم ينسبه. وأنشد عجزه أبو عبيدة 2/ 45، ولم ينسبه، وقال: أراد: أمراء. وذكره ابن جرير 19/ 54، من إنشاد بعض نحوي البصرة. وأنشده ولم ينسبه: الثعلبي 8/ 105 ب، وابن قتيبة، "تأويل مشكل القرآن" ص 285، وابن جني، "الخصائص" 3/ 174، وابن هشام، "مغني اللبيب" 1/ 211.
(¬6) "معاني القرآن" للأخفش 2/ 643. ولفظه: فالإمام هاهنا جماعة، كما قال: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي} [الشعراء: 77]، ويكون على الحكاية كما يقول الرجل إذا قيل له: من أميركم؟ قال: هؤلاء أميرنا وذكره أبو علي في كتابه: "التكملة" 464، ولم ينسبه. قال ابن جزي ص 488: هو جمع آمّ، أي: متبع. وكذا الأنباري، "البيان في غريب إعراب القرآن" 2/ 210.

الصفحة 613