كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

ما عبأت بفلان، أي: ما كان له عندي وزن، ولا قدر. وأصل العِبْء في اللغة: الثِقل، ومن ذلك: عبأت المتاع، جعلت بعضه على بعض (¬1).
وقال بعض أهل اللغة: أصل هذا الحرف، من: تهيئة الشيء، قال: عَبَأت الطيب، أَعْبَؤُه عَبْأ إذا هيأته، قال:
كأنَّ بِنَحرِه وبِمنْكبيه ... عَبيرًا باتَ يعبؤه عَروس (¬2)
قال أبو زيد: يقال: عَبَأت الأمر والطيب عَبْأ إذا ما صنعته وخلطته، وعَبَأت المتاع عَبْأ إذا هيأته. ويقال: عَبَّأته تعبئة، وكل من كلام العرب، وعبأت الخيل تعبئة وتعبيئًا. انتهى كلامه (¬3). والعِبء: الثقل؛ لأنه يُهيأ له ما يُحمل به، وما أَعْبَأ به: أي لا أهبأ به أمرًا (¬4). هذا كلام أهل اللغة في هذا الحرف.
قال مجاهد، ومقاتل: يقول: ما يفعل بكم ربي (¬5). وهو اختيار الزجاج (¬6).
¬__________
(¬1) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 78. ونقله عنه الأزهري 3/ 234 (عبا). وفي (ج): (النقل) بدل: (الثقل).
(¬2) بنصه في "إصلاح المنطق" 149، دون إنشاد البيت. وذكره الثعلبي 8/ 105 ب، ولم ينسب القول ولا البيت. وأنشد البيت الطبرسي 7/ 283، ولم ينسبه، وإنما قال: قال الشاعر يصف أسدًا. وأنشده القرطبي 13/ 84، بلفظ: كان بصدره وبجانبيه. وأنشده في "لسان العرب" 1/ 118 (عبأ)، ونسبه لأبي زبيد. قال الشنقيطي 6/ 359: قوله: يعبؤه، أي: يجعل بعضه فوق بعض لمبالاته به، واكتراثه به.
(¬3) "تهذيب اللغة" 3/ 235 (عبا).
(¬4) "تهذيب اللغة" 3/ 235 (عبا)، بلفظ: ما عبأت به شيئاً: لم أباله.
(¬5) "تفسير مجاهد" 2/ 457، وأخرجه ابن جرير 19/ 55، وابن أبي حاتم 8/ 2745. و"تفسير مقاتل" ص 47 ب. واقتصر عليه الهواري 3/ 220.
(¬6) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 78.

الصفحة 620