كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

وقال ابن عباس، والكلبي، وابن زيد: ما يصنع بكم ربي (¬1). وهذا اللفظ اختيار الفراء (¬2).
وقوله: {لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} قال مجاهد، والكلبي: لولا دعاؤه إياكم لتعبدوه وتطيعوه (¬3). واختاره القراء؛ فقال: لولا دعاؤه إياكم إلى الإسلام (¬4). ومعنى الآية على هذا: أي مقدار ووزن لكم عند الله لولا أنه خلقكم لتعبدوه، وتطيعوه. وهذا معنى قول ابن عباس، أي: إنما أريد منكم أن توحدني. والدعاء على هذا مصدر مضاف إلى المفعول. قال: لولا عبادتكم (¬5). وهو قول الكلبي (¬6).
وقال أبو إسحاق: أي: لولا توحيدكم إياه (¬7). وعلى هذا: المصدر مضاف إلى الفاعل، وفيه تنبيه على أن من لا يعبد الله، ولا يوحده ولا يطيعه لا وزن له عند الله (¬8). وهذه الآية عند ابن عباس، خطاب لجميع
¬__________
(¬1) أخرجه ابن جرير 19/ 55، عن ابن زيد. وأخرجه ابن أبي حاتم 8/ 2745، عن عمرو بن شعيب. وذكره الأزهري 3/ 234، عن الكلبي.
(¬2) "معاني القرآن" للفراء 2/ 275.
(¬3) أخرجه عن مجاهد ابن جرير 19/ 55، وابن أبي حاتم 8/ 2745، و"تفسير مجاهد" 2/ 457. وفي "تنوير المقباس" ص 306: {لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} أن الله أمركم بالتوحيد.
(¬4) "معاني القرآن" للفراء 2/ 275. قال الهواري 3/ 220: لولا عبادتكم وتوحيدكم وإخلاصكم، كقوله: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [غافر: 14].
(¬5) "تفسير مقاتل" ص 47 ب.
(¬6) "تنوير المقباس" ص 306.
(¬7) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 78. وأخرج نحوه ابن أبي حاتم عن ابن عباس: لولا إيمانكم ولعل المراد بهذا الإيمان والتوحيد، ما ذكره الماوردي 4/ 162، ولم ينسبه: لولا دعاؤكم له إذا مسكم الضر وأصابكم السوء، رغبة إليه وخضوعًا إليه.
(¬8) رجح ابن القيم هذا القول؛ فقال: والصحيح من القولين: لولا أنكم تدعونه =

الصفحة 621