كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

قوله تعالى: {فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} قال الليث: اللزام الذي يلزمك ولا يفارقك (¬1). وأنشد أبو عبيدة، لصخر الغي (¬2):
فإما ينجوَا من حَتفِ أرضٍ ... فقد لَقيا حُتوفهما لزامًا (¬3)
أي: أنه واقع لا محالة. قال الزجاج: وتأويل هذا: أن الحتف إذا كان مقدرًا فهو لازم، إن نجا من حتف مكان لقيه الحتف في مكان آخر لازمًا له لزامًا (¬4). والمفسرون ذكروا في تفسير اللزام: أنه يوم بدر، وهو قول ابن مسعود، وأبي بن كعب، ومجاهد، ومقاتل، والسدي، ورواية عطاء عن ابن عباس؛ قال: يريد القتل يوم بدر، وعذاب الدنيا متصل بعذاب الآخرة (¬5).
¬__________
(¬1) "العين" 7/ 372 (لزم)، بمعناه، وكذا في "تهذيب اللغة" 13/ 220.
(¬2) صخر الغَي، صخر بن عبد الله الخيثمي، من بني هذيل، شاعر جاهلي، لقب بصخر الغي، لخلاعته، وشدة بأسه، وكثرة شره "الشعر والشعراء" ص 448، و"الأعلام" 3/ 201.
(¬3) ذكره أبو عبيدة، في "المجاز" 2/ 82، ونسبه للهذلي، ولفظه:
فإما ينجوا من حتف يوم ... فقد لقيا حتوفهما لزامًا
وأنشده أبو عبيدة استدلالًا على أن المراد باللزام: الفيصل. وذكره الزجاج 4/ 78، عن أبي عبيدة استدلالًا على ما ذكره، وكذا الأزهري 31/ 320 (لزم)، ورواية البيت موافقة لما في المعاني، والتهذيب، مما يدل على نقل الواحدي عنهما. والله أعلم. وذكره ابن عطية 11/ 84، من إنشاد أبي عبيدة. وذكره القرطبي 13/ 86، بلفظ:
فإما ينجوا من خسف أرض
(¬4) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 79. واختار هذا الماوردي 4/ 162؛ فقال: وأظهر الأوجه أن يكون اللزام الجزاء للزومه. وتبعه العز، في تفسيره 2/ 435.
(¬5) "تفسير مجاهد" 2/ 457. و"تفسير مقاتل" ص 47 ب. وأخرج عبد الرزاق 2/ 72، عن قتادة، قال: قال أبي: هو القتل يوم بدر. وأخرجه ابن جرير 19/ 56، عن ابن =

الصفحة 624