كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

قال أبو إسحاق: وتأويله: فسوف تلزمكم العقوبة بتكذيبكم، [فيدخل في هذا يوم بدر، وغيره مما يلزمهم من العذاب. وذكر وجهًا آخر، فقال: تأويله -والله أعلم-: فسوف يكون تكذيبكم] (¬1) لزامًا يلزمكم، فلا تعطون التوبة (¬2).
وقال الكلبي: {فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} أخذًا باليد، والقتل يوم بدر؛ وهو من عذاب الدنيا فأسروا يوم بدر وقتلوا (¬3).
وقال الفراء: فسوف يكون تكذيبكم يوم بدر لزامًا، عذابًا لازمًا لكم (¬4). وحكى أبو إسحاق، عن أبي عبيدة: {لِزَامًا} فيصلًا (¬5). ونحو هذا روى ثعلب، عن ابن الأعرابي، وقال: اللَّزْمُ: فَصْل الشيء، من قوله تعالى: {يَكُونُ لِزَامًا} أي: فيصلًا (¬6). والمعنى على هذا: فسوف يكون
¬__________
= مسعود، وأبي بن كعب، وإبراهيم، ومجاهد، والضحاك. وأخرجه ابن أبي حاتم 8/ 2746، عن أبي مالك، وأبي بن كعب، وابن مسعود، والقرظي، ومجاهد، وقتادة، والضحاك. وبه قال الهوَّاري 3/ 220. وأخرج ابن جرير 19/ 57، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- من طريق علي بن أبي طلحة: اللزام: الموت. وأخرج عن ابن زيد: اللزام: القتال. قال في "الوسيط" 3/ 349: والمعنى أنهم قتلوا يوم بدر، واتصل به عذاب الآخرة، لازماً لهم فلحقهم الوعيد الذي ذكر الله ببدر. وأما في "الوجيز" 785، فلم يحدد بل جعل الآية مطلقة؛ فقال: {فَسَوْفَ يَكُونُ} العذاب لازماً لكم.
(¬1) ما بين المعقوفين، ساقط من (ج).
(¬2) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 78.
(¬3) "تنوير المقباس" ص 306، بمعناه.
(¬4) "معانى القرآن" للفراء 2/ 275، بمعناه.
(¬5) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 78، ثم قال: وهو في قريب مما قلنا، ألا أن القول أشرح. و"مجاز القرآن" لأبي عبيدة 2/ 82.
(¬6) "تهذيب اللغة" 13/ 221 (لزم).

الصفحة 625