كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

المسافة وتنوي الأمر المانع (¬1)، مثل اليمين والعداوة، فصار المانع من المسافة كالمانع من الحوادث فوقع عليهما البرزخ (¬2).
ومنه حديث علي -رضي الله عنه- أنه صلى بقوم فأسْوى (¬3) برزخا (¬4). أي أسقط، وأراد بالبرزخ ما بين الموضع الذي [أسقط منه إلى الموضع الذي] (¬5) انتهى إليه. قاله أبو عبيد (¬6) (¬7).
وبرازخ الإيمان ما بين اليقين والشك. والبرزخ: ما بين كل شيئين. ومنه قيل للميت: هو في البرزخ؛ لأنّه بين الدنيا والآخرة (¬8).
وقال أبو إسحاق: البرزخ في اللغة: الحاجز، وهو هاهنا ما بين موت الميت وبعثه (¬9).
¬__________
(¬1) في (ع): (المانع من المسافة). وهو انتقال نظر من الناسخ إلى ما بعده.
(¬2) كلام الفراء بنصَّه في "تهذيب اللغة" للأزهري 7/ 671 (برزخ). وهو في "معاني القرآن" للفراء 2/ 242 مع اختلاف يسير.
(¬3) في (أ)، (ع): (بما سوى). وفي (ظ): (فاستوى).
(¬4) ذكره بهذا اللفظ الأزهري في "تهذيب اللغة" 7/ 671. وذكره أبو عبيد في غريب الحديث 3/ 448 بهذا اللفظ، ثم رواه من حديث أبي عبد الرحمن السلمي قال: ما رأيت أحدًا أقرأ من علي، صلينا خلفه فقرأ برزخًا فأسقط حرفًا فرجع فقرأه ثم عاد إلى مكانه.
(¬5) ما بين المعقوفين ساقط من (ظ).
(¬6) في جميع النسخ: (أبو عبيدة)، وهو خطأ.
(¬7) كلام أبي عبيد في "تهذيب اللغة" للأزهري 7/ 671 (برزخ). وهو في كتاب "غريب الحديث" لأبي عبيد 449/ 3.
(¬8) من قوله: (وبرازخ إلى ... إلى هنا) في "تهذيب اللغة" للأزهري 7/ 671 منسوبًا إلى أبي عبيد. وهو في "غريب الحديث" لأبي عبيد 3/ 448 - 449.
(¬9) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 52.

الصفحة 65