كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

جبير-: هي النفخة الأولى، نفخ (¬1) في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله (¬2).
قوله: {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} أي لا يتناسبون (¬3) في ذلك الوقت ليعرف (¬4) بعضهم بعضًا لاشتغال كل أحد بنفسه عن غيره، ولا يسأل بعضهم بعضًا عن حاله أو لا يتعاطفون بالإنساب (¬5).
وقال -في رواية عطاء-: هي (¬6) النفخة الثانية {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ} قال: يريد لا تفاخر بينهم كما كانوا يتفاخرون في الدنيا {وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} كما تسأل العرب في الدنيا من أي قبيلة أنت؟ (¬7).
¬__________
(¬1) هكذا في جميع النسخ. وعند الثعلبي: "ونفخ".
(¬2) رواه الثعلبي 3/ 64 ب بإسناده من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به، إلا أن فيه "ونفخ" كالآية.
ورواه البخاري في "صحيحه" (كتاب التفسير- سورة حم السجدة 8/ 555 - 556) عن سعيد قال: قال رجلٌ لابن عباس: إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي قال: "فلا أنساب بينهم" ... الحديث مطولاً، وفيه قال ابن عباس: في النفخة الأولى، ثم ينفخ في الصور ... ورواه الطبري 18/ 54 عن سعيد عن ابن عباس بنحوه.
(¬3) في (ظ): (لا يتساءلون).
(¬4) في (أ): (لنعرض).
(¬5) ذكر الطوسي في "التبيان" 7/ 349 هذا المعنى وصدَّره بقوله: وقيل وذكر عن الحسن أنه قال: معناه: لا أنساب بينهم يتعاطفون بها.
(¬6) في (أ): (في).
(¬7) ذكره عنه البغوي 5/ 429 من رواية عطاء.
وذكر ابن الجوزي 5/ 490 عنه أوله من رواية عطاء.
وذكر الثعلبي 3/ 64 ب عنه قوله: يريد فلا تفاخر بينهم كما كانوا يتفاخرون في الدنيا. ولم يذكر من رواه عنه.

الصفحة 67