كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

58 - قوله: {وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ} قال ابن عباس ومقاتل: يصدقون بالقرآن أنه من عند الله (¬1).
59 - {وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ} الأوثان في العبادة، ولا يعبدون معه غيره، لكنهم يوحدون ربهم. قاله الكلبي ومقاتل (¬2).
وقال أهل المعاني: هذا بيان بأن (¬3) خصال الإيمان لا تصلح إلا بترك الإشراك، وليس (¬4) على ما يقوله أهل الجاهلية: إنا مؤمنون بالله، وهم يعبدون معه غيره (¬5).

60 - وقوله: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} قال ابن عباس: يريد يعملون الأعمال الصالحة ويتصدقون (¬6) بالصدقة الكثيرة وقلوبهم خائفة من الله -عز وجل- أن لا يقبل ذلك منهم (¬7).
وقال الكلبي: قلوبهم خائفة ألا تقبل منهم.
وقال الحسن: يعملون ما عملوا من البر والعمل الصالح (¬8) وقلوبهم وجلة أيتقبل منهم أم لا (¬9)؟.
¬__________
(¬1) "تفسير مقاتل" 2/ 31 ب.
(¬2) "تفسير مقاتل" 2/ 31 ب.
(¬3) في (أ)، (ع): (أن).
(¬4) في (أ)، (ع): (ليس).
(¬5) ذكر هذا المعنى الطوسي في "التبيان" 7/ 334 ولم ينسبه لأحد.
(¬6) في (أ): (ويصدّقون).
(¬7) روى الطبري 18/ 33 عن ابن عباس قال: يعملون خائفين.
(¬8) في (ظ): (من العمل الصالح. سقط فيها البر).
(¬9) روى وكيع في "الزهد" 1/ 390، وأحمد في "الزهد" ص 286، والطبري 18/ 32 عن الحسن الشطر الأول مه، ولفظ باقيه عندهم: وهم مشفقون -وعند الطبري: يخافون- أن لا ينجيهم ذلك من عذاب ربَّهم.

الصفحة 8