كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

قوله -عز وجل- {لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أي قدر لبثكم.
وقال مقاتل: لو أنكم كنتم تعلمون إذن لعلمتم أنكم لم تلبثوا إلا قليلًا (¬1).

115 - قوله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا} العبث في اللغة: اللعب. يقال: عبث يعبث عبثا فهو عابث لاعبٌ بما لا يعنيه وليس من باله (¬2).
واختلفوا في انتصابه: فمذهب سيبويه وقطرب أنه في موضع الحال (¬3).
أي: عابثين. والمعنى أفحسبتم أنّما خلقناكم باطلاً لغير شيء، وهذا استفهام يتضمن الإنكار، أي ما خلقناكم عابثين بل خلقناكم لنثيب المحسن ونعاقب المسيء.
وقال أبو عبيدة: هو نصبٌ على المصدر (¬4).
ويكون التقدير: عبثنا (¬5) بخلقكم عبثًا. ويكون المعنى كما ذكرنا في الحال.
¬__________
(¬1) "تفسير مقاتل" 2/ 33 ب.
(¬2) "تهذيب اللغة" للأزهري 2/ 332 بنصِّه. وهو في "العين" 2/ 111 مع اختلاف يسير جدًّا. وانظر: "الصحاح" للجوهري 1/ 286 (عبث).
(¬3) ذكره عنهما الثعلبي 3/ 65 ب، والحاكم الجشمي في "التهذيب" 6/ 210 أ، والقرطبي 12/ 156، ولم أقف عليه في الكتاب.
(¬4) ذكره عنه الثعلبي 653 ب، والفرطبي 12/ 156، والحاكم الجشمي في "التهذيب" 6/ 210 أ، وليس في مجاز القرآن.
(¬5) في (أ): (عبثًا).

الصفحة 85