كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

وقال غيره: تعالي عمّا يصفه به الجهال من الشركاء واتخاذ الأولاد (¬1).
قال أهل المعاني: تعالى الله بأن كل شيء سواه يصغر مقداره عن معنى صفته، {الْمَلِكُ الْحَقُّ} أي الذي يحق له الملك بأنّه ملك غير مُمَلَّك، وكل مُلْك غيره فملكه مستعار لأنه يملّك (¬2) ما ملَّكه الله (¬3).
ثم وحّد نفسه فقال: {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} قال الكلبي: هو السرير الحسن (¬4).
وذكرنا أن الكريم في صفة الجماد بمعنى الحسن (¬5).
وارتفع (¬6) قوله: {رَبُّ الْعَرْشِ} لأنه صفة قوله: {الْمَلِكُ الْحَقُّ}.

117 - ثم أوعد من أشرك به فقال: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ} لا بيّنة ولا حجة ولا شهادة له. قاله ابن عباس، ومجاهد، ومقاتل (¬7).
وقوله: {لَا بُرْهَانَ} من صفة النكرة -أي إلهًا لم ينزل بعبادته كتاب،
¬__________
(¬1) هذا قول الطبري 18/ 64 والثعلبي 3/ 65 ب.
(¬2) في (أ): (بملك).
(¬3) ذكر الطوسي في "التبيان" 7/ 355 هذا القول ولم ينسبه لأحد.
(¬4) ذكر البغوي 5/ 433، ولم ينسبه لأحد.
قال ابن كثير 3/ 259: ووصفه بأنه كريم أي: حسن المنظر بهيّ الشكل، كما قال تعالى {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} [لقمان: 10].
(¬5) انظر: "البسيط" عند قوله تعالى: {وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال: 4].
(¬6) في (أ): (فارتفع).
(¬7) رواه عن مجاهد الطبري 18/ 64، وابن أبي حاتم 7/ 5 أ. وقول مقاتل في "تفسيره" 2/ 34 أ.

الصفحة 87