كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

وهو قول مقاتل (¬1). وقال في رواية عطاء: يريد: وحددناها.

وقال مجاهد: {وَفَرَضْنَاهَا} يعني الأمر بالحلال والنهي عن الحرام (¬2).
وهذا يعود إلى معنى: أوجبناها. ويجوز أن تكون بمعنى التبيين.
والنكتة في التفسير ما ذكره أبو علي من أن هذا من باب حذف المضاف (¬3).

2 - قوله عزّ وجل: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي} ذكرنا الكلام في وجه ارتفاع الزانية عند قوله {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ} الآية [المائدة: 38] (¬4).
{فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} معنى الجلد في اللغة: ضرب الجلد.
يقال: جلده؛ إذا ضرب جلده. كما تقول: رأسه وبطنه، إذا ضرب رأسه وبطنه (¬5). وليس حكم (¬6) الآية على ظاهرها (¬7)؛ لأن جلد المائة ليس
¬__________
(¬1) "تفسير مقاتل" 2/ 34 أ.
(¬2) رواه الطبري 18/ 65، وابن أبي حاتم 7/ 6 أ، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 124 وزاد نسبته لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر.
(¬3) انظر: "الحجة" لأبي علي الفارسي 5/ 309.
(¬4) "الزانية" رفع بالابتداء، وفي خبرها وجهان:
أحدهما: أنه محذوف. قال سيبويه 1/ 143: كأنَّه لما قال -جل ثناؤه-: {سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا} قال: في الفرائض الزانية والزاني، أو: الزانية والزاني في الفرائض. اهـ. وقدَّره بعضهم: فيما يتلى عليكم الزانية.
الثاني: أن خبره جملة الأمر {فَاجْلِدُوا}، ودخلت الفاء لشبه المبتدأ بالشرط. وهو
قول الفراء والزجاج والمبرد والزمخشري وغيرهم. انظر: "معاني القرآن" للفراء 2/ 244، "معاني القرآن" للزجاج 4/ 28، "مشكل إعراب القرآن" لمكي بن أبي طالب 2/ 508، "الكشاف" 3/ 47، "البيان" للأنباري 2/ 191، "البحر المحيط" 6/ 427، "الدر المصون" 8/ 379.
(¬5) انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري 10/ 656 (جلد).
(¬6) (حكم) ساقطة من (أ).
(¬7) لو قيل: وليس حكم، والآية على عمومها لكان أولى.

الصفحة 94