كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

قال أبو علي: ولعل التي قرأها ابن كثير لغة (¬1).
ولم يقرأ التي في سورة الحديد وهي قوله {وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً} [الحديد: 27] مفتوحة الهمز (¬2)؛ لأن العرب لا تجمع بين أكثر من ثلاث فتحات (¬3)، ولو فتح الهمز في الحديد لاجتمع أربع فتحات.
وذكر قولان في معنى هذه الآية:
أحدهما: {وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ} فتعطلوا الحد ولا تقيموه رحمة عليهما وشفقة. وهو قول مجاهد في رواية ابن أبي نجيح (¬4)، والكلبي (¬5)، وعطاء (¬6)،
¬__________
(¬1) "الحجة" للفارسي 5/ 310.
قال مكي في "الكشف" 2/ 133: وهما لغتان في "فعل وفَعْله" إذا كان حرف الحلق عينه أو لامه. والفتح الأصل، وهو مصدر، والإسكان فيه أكثر وأهر.
وانظر: "علل القراءات" للأزهري 2/ 446، و"إعراب القراءات السبع وعللها" لابن خالويه 2/ 99، "حجة القراءات" لابن زنجلة ص 495.
(¬2) قرأ ابن كثير آية الحديد بإسكان الهمزة كالباقين.
انظر: "السبعة" لابن مجاهد ص 452 و"التيسير" للداني ص 161، و"النشر" لابن الجزري (2/ 330).
(¬3) من قوله: لأن العرب .. إلى هنا هذا كلام الثعلبي في "الكشف والبيان" 3/ 67 أ.
(¬4) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 50، وفي "مصنفه" 7/ 367، وابن أبي شيبة في "مصنفه" 10/ 63، 64، والطبري 18/ 67، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 7/ 7 أعن طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 125 عن مجاهد، ونسبه أيضًا لعبد بن حميد وابن المنذر.
(¬5) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 50، وفي "مصنفه" 7/ 367.
(¬6) رواه عبد الرزاق في "مصنفه" 7/ 367، وسعيد بن منصور في "تفسيره" (ل 157 ب)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" 10/ 64، والطبري 18/ 67، وابن أبي حاتم 7/ 7 أ. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 1258 ونسبه أيضًا لعبد بن حميد وابن المنذر.

الصفحة 96