كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 17)

مشين كما اهتزت رماحٌ تسفهتْ ... أعاليها مرُّ الرياحِ النواسمِ (¬1)
كأنه قال: تسفيها الرياح (¬2)، وترك من الرياح النواسم.
وقول آخر:
لَمَا رأى مَتْنَ السماء انْقَدَّتِ (¬3)
¬__________
= فيما أعلم، فإنه أضاف الأعناق إليهم، يريد: الرقاب، ثم جعل الخبر عنهم؛ لأن خضوعهم بخضوع الأعناق. و"معاني القرآن" للفراء 2/ 277، و"معاني القرآن" للأخفش 2/ 644. و"مجاز القرآن" لأبي عبيدة 2/ 83. و"معاني القرآن" للزجاج 4/ 82. قال السمرقندي 2/ 470: "لأن الكلام انصرف إلى المعنى فكأنه قال: هم لها خاضعون. وليس فيها: لأجل رؤوس الآي"، وقد ذكره الثعلبي 8/ 107 ب. قال البغوي 6/ 106: وقيل: إنما قال: {خَاضِعِينَ} على وفاق رؤوس الآي، ليكون على نسق واحد. ولم ينسبه.
وذكر هذا القول ابن عطية 11/ 90، فقال: الإضافة إلى من يعقل أفادت حكمه لمن لا يعقل، كما تفيد الإضافة إلى المؤنث تأنيث علامة المذكر.
(¬1) البيت لذي الرمة، ديوانه 266، بلفظ: رويداً، بدل: مشين. وأنشده سيبويه، "الكتاب" 1/ 52، ونسبه لذي الرمة، وفي الحاشية: جعل النساء في اهتزازهن حين يمشين بمنزلة الرماح تستخفها الريح فتزعزعها. وأنشده المبرد، "المقتضب" 4/ 197، والزجاج، "معاني القرآن" 4/ 83، ولم ينسباه. ولم أجد هذا البيت عند الفراء، ولا الأخفش، ولم أجده عند ابن جرير، ولا الثعلبي.
(¬2) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 83، وفيه: تسفهتها الرياح.
(¬3) أنشده الأخفش في "معاني القرآن" 2/ 644، ولم ينسبه. وفي الحاشية: لم تفد المراجع شيئاً في القول والقائل؟. ولم أجده عند الفراء. ونسبه ابن جرير 19/ 60، للعجاج، وفيه: أبعدت، بدل: انقدت. وفي الحاشية: لم أجد البيت في "ديوان العجاج"؟ والمتن الظهر، والشاهد في هذا الرجز أنه أنث الفعل: أبعدت، بالتاء، مع أن الضمير فيه راجع إلى المتن، وهو مذكر، لكن لما أضيف المتن إلى السماء وهي مؤنثة فكأن الشاعر أعاد الضمير على السماء وتناسى المتن، فأنث لذلك. وأنشده الثعلبي 8/ 107 ب، منسوبًا للعجاج. والبيت في ديوان العجاج ص 219، =

الصفحة 17