كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 17)

تركوا المضاف وأخبروا عن المضاف إليه.
قال الفراء: جعل الفعل أولاً للأعناق، ثم جعل خاضعين للرجال (¬1).
وقال الأخفش: تجعل الخضوع مردودًا على المضمرة التي أضاف الأعناق إليها (¬2).
وقال الزجاج: لما لم يكن الخضوع إلا بخضوع الأعناق جاز أن يخبر عن المضاف إليه (¬3).
وذهب مجاهد في تفسير الأعناق إلى أنها الرؤساء والكبراء (¬4). فصار معنى الآية: فظلت رؤساء القوم لها خاضعين (¬5).
¬__________
= وتعرقتنا: ذهبت بأموالنا كما يتعرق الآكل العظم فيذهب ما عليه من اللحم. وأنشده المبرد في "المقتضب" 4/ 198, ولم ينسبه، وفي حاشيته: استشهد به سيبويه على اكتساب المضاف التأنيث من المضاف إليه. ولم أجده في "مجاز القرآن". ولا في "تفسير الثعلبي".
(¬1) "معاني القرآن" للفراء 2/ 277.
(¬2) "معاني القرآن" للأخفش 2/ 644، بمعناه.
(¬3) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 82. قال ابن جرير 19/ 62: (وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، وأشبهها بما قال أهل التأويل في ذلك: أن تكون الأعناق هي أعناق الرجال، وأن يكون معنى الكلام: فظلت أعناقهم ذليلة، للآية التي ينزلها الله عليهم من السماء، وأن يكون قوله: {خَاضِعِينَ} مذكراً؛ لأنه خبر عن الهاء والميم في الأعناق).
(¬4) ذكره عنه الفراء، في "معاني القرآن" 2/ 277، والثعلبي، في "تفسير الثعلبي" 8/ 108 أ. ولم أجده في "تفسير مجاهد". وذكره ابن جرير 19/ 59، ولم ينسبه، وأخرج بسنده عن مجاهد: (فظلوا خاضعة أعناقهم لها من الذلة).
(¬5) "معاني القرآن" للفراء 2/ 277. واختار هذا القول، هود الهواري، في "تفسيره" 3/ 221.

الصفحة 19