كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 17)

وذكرنا هذا في أوائل سورة الأنبياء (¬1).

6 - وقوله: {فَقَدْ كَذَّبُوا} قال صاحب النظم: قوله: {فَقَدْ كَذَّبُوا} بعد قوله: {إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ} جعل إعراضهم تكذيبًا؛ لأن من أعرض عن شيء ترك قبوله، [وإذا ترك قبوله] (¬2) فقد دل على تكذيبه به. وهذا من باب الإيماء.
وقوله: {فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} وعيد لهم (¬3). قال ابن عباس: سوف يأتيهم عاقبة ما كذبوا واستهزؤا به (¬4).
قال الكلبي: فوقع بهم العذاب يوم بدر (¬5). يعني: أن هذا الوعيد الذي أوعدوا به في هذه الآية لحقهم يوم بدر.
قال أبو إسحاق: المعنى: فسيعلمون نبأ ذلك في القيامة، قال: وجائز أن يعجل لهم بعض ذلك في الدنيا نحو ما نالهم يوم بدر (¬6). وقال صاحب النظم: جعل تكذيبهم استهزاء فدل ذلك على أن كل من كذب بحق فكأنه (¬7) قد استهزأ به، ومن أعرض عنه ولم يقبله فقد كذبه. قال: وأنباؤه ظهوره على الأديان كلها، وإيمان الناس به كافة، قال: ويقال أمر له نبأ، أي: عاقبته محمودة. هذا كلامه.
¬__________
(¬1) عند قوله تعالى {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ}.
(¬2) ما بين المعقوفين، في نسخة (ج).
(¬3) "تفسير الثعلبي" 8/ 108 أ.
(¬4) ذكره القرطبي 13/ 90، ولم ينسبه.
(¬5) "تنوير المقباس" 306، بلفظ: من العذاب. دون تحديد.
(¬6) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 83.
(¬7) في نسخة (ب): (فقد استهزأ به).

الصفحة 22