كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 17)

وتحقيق المعنى: فسيأتيهم أخبار ما كذبوا واستهزؤا به من اجتماع الناس عليه بالإيمان؛ على ما ذكره صاحب النظم. وعلى ما ذَكر المفسرون: أخبار عاقبة تكذيبهم بما كذبوا به واستهزائهم؛ وهي: العذاب والنِّقمة (¬1).
ثم ذكر ما يدلهم على قدرته فقال:

7 - {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ} يعني هؤلاء المكذبين (¬2) {كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا} بعد أن كانت ميتة لا نبات فيها.
{مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} قال ابن عباس: من كل صنف من أصناف الفواكه وغير ذلك حسن طيب (¬3).
وقال الكلبي: من كل ضرب حسن في المنظر (¬4).
وقال مجاهد: من نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام (¬5). وهذا كقوله: {مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} [الحج: 5, ق: 7]، قال الفراء: هو كما يقال للنخلة: كريمة إذا طاب حملها، أو كثر، وكما يقال للشاة والناقة: كريمة إذا غَزُرَتا (¬6).
¬__________
(¬1) "تفسير ابن جرير" 19/ 62، بمعناه.
(¬2) في "تنوير المقباس" 306: {أَوَلَمْ يَرَوْا} كفار مكة.
(¬3) "تفسير مقاتل" 48 أ، بمعناه. وأخرج عبد الرزاق في تفسيره 2/ 73، عن قتادة: {مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} قال: حسن. وقال به ابن قتيبة، في "تأويل مشكل القرآن" 495، و"غريب القرآن" 316.
(¬4) في "تنوير المقباس" 306: {مِنْ كُلِّ زَوْجٍ} من كل لون {كَرِيمٍ} حسن في المنظر.
(¬5) أخرجه ابن أبي حاتم 8/ 2750. و"تفسير مجاهد" 2/ 459.
(¬6) "معاني القرآن" للفراء 2/ 278، وفيه: إذا طاب حملها أو أكثر.

الصفحة 23