كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 17)

وقال الزجاج: معنى {زَوْجٍ} نوع. ومعنى (¬1) {كَرِيمٍ} محمود فيما يحتاج إليه، والمعنى: من كل زوج نافع لا يقدر على إنباته وإنشائه إلا رب العالمين (¬2).

8 - وقوله: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً} يعني: ما ذُكر من الإنبات في الأرض {لَآيَةً} لدلالة تدل على أن الله تعالى قادر لا يعجزه شيء. روى سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: {لَآيَةً} قال: علامة، كالعلامة تكون بين الرجل وأهله، يقول: هذا خاتمي (¬3). يعني: كما يُستدل بالخاتم على ما أُعلم به عليه؛ كذلك بالإنبات من الأرض يُستدل على النشر والإحياء.
وقوله: {وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} [قال الفراء {وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ}] (¬4) في علم الله. يقول: قد سبق في علمي أن أكثرهم لا يؤمنون (¬5). وقال أبو إسحاق: أي: قد علم الله عز وجل أن أكثرهم لا يؤمن أبدًا، وهذا إعلام من الله تعالى أن أكثرهم لا يؤمن (¬6).
¬__________
(¬1) ومعنى. في نسخة (أ)، (ب).
(¬2) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 83. قال الماوردي 4/ 165: {مِنْ كُلِّ زَوْجٍ} أي: نوع معه قرينه من أبيض وأحمر، وحلو وحامض.
(¬3) أخرجه ابن أبي حاتم 8/ 2751.
(¬4) ما بين المعقوفين، في نسخة (ج).
(¬5) "معاني القرآن" للفراء 2/ 278، وفيه: يقول: لهم في القرآن وتنزيله آية، ولكن أكثرهم في علم الله لن يؤمنوا.
(¬6) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 84. وذهب مقاتل إلى أن الضمير يرجع إلى كفار مكة، فقال 48 أ: يعني أكثر أهل مكة. وذهب الهواري، في "تفسيره" 3/ 222، إلى العموم، فقال: يعني من مضى من الأمم.

الصفحة 24