كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 17)

15 - قال الله سبحانه: {كَلَّا} أي: لن يقتلوك، وهو ردع وزجر عن الإقامة علي هذا الظن (¬1)، كأنه قال: ارتدع عن هذا الظن وثق بالله (¬2).
قال ابن عباس: [يريد لا يقدرون على قتلك. وقال الكلبي: يعني لا أسلطهم على ذلك (¬3).
قوله {إِنَّا مَعَكُمْ} قال ابن عباس:] (¬4) يريد نفسه (¬5) {مُسْتَمِعُونَ} قال: يريد أسمع (¬6) وأرى، كما قال في: طه [46] {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى}.
وقال أهل المعاني: قوله {مُسْتَمِعُونَ} مجاز من وجهين؛ أحدهما: الجمع، والآخر: مستمع؛ موضع: سامع؛ لأن الاستماع طلب السمع بالإصغاء، والله عز وجل سامع مما يغني عن الاستماع، والمعنى يسمع ما يقولانه وما يجيبونكما به (¬7)، وأراد بهذا تقوية قلبهما (¬8).
¬__________
= السلام، ويدل عليه قوله تعالى في سورة القصص [15، 16] في سياق قصة قتل القبطي: {فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15) قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}، وعليه فقول الرازي 24/ 123: "لقائل أن يقول: قول موسى عليه السلام: {وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ} هل يدل على صدور الذنب منه؟ جوابه: لا، والمراد: لهم علي دعوى ذنب في زعمهم" هذا القول مخالفة لظاهر الآية، ولا دليل عليه.
(¬1) ذكره ابن الجوزي 6/ 118، بنصه، ولم ينسبه. ونحوه القرطبي 13/ 92، ولم ينسبه.
(¬2) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 85.
(¬3) "تنوير المقباس" 307. وذكره ابن الجوزي 6/ 118، ولم ينسبه.
(¬4) ما بين المعقوفين، ساقط من نسخة (ج).
(¬5) بنصه، في "الوسيط" 3/ 351، منسوبًا لابن عباس رضي الله عنهما.
(¬6) "تنوير المقباس" 307.
(¬7) به. في نسخة (أ)، (ب).
(¬8) "تفسير الثعلبي" 8/ 108 ب. بمعناه. وذكر هذا الرازي 24/ 124.

الصفحة 29