كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 17)

وقوله: {مَعَكُمْ} وفي سورة طه {مَعَكُمَا} لأنه أجراهما في هذه السورة مجرى الجماعة (¬1). ومضت لهذا نظائر.

16 - قوله: {فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} مذهب أبي عبيدة، والأخفش، والمبرد، وجميع النحويين: أن الرسول هاهنا بمعنى الرسالة (¬2)، وأنشدوا قول كُثَيِّر:
لقد كَذَبَ الواشون ما بُحت عندهم ... بسرٍ ولا أرسلتهم برسول (¬3)
قالوا: يعني برسالة (¬4).
وقول عباس بن مرداس:
ألا مَنْ مُبلغٌ عني خُفافًا ... رَسولًا بيتُ أهلِك منتهاها (¬5)
¬__________
(¬1) ذكره البغوي 6/ 108، ولم ينسبه. وقد تكلم عن مخاطبة المثنى بلفظ الجمع، سيبويه، في "الكتاب" 3/ 621. واستدل بهذه الآية.
(¬2) "مجاز القرآن" لأبي عبيدة 2/ 84؛ قال مجازه: إنا رسالة رب العالمين. و"تفسير ابن جرير" 19/ 64. و"معاني القرآن" للزجاج 4/ 85. و"تفسير الثعلبي" 8/ 108 ب.
(¬3) "مجاز القرآن" لأبي عبيدة 2/ 84، منسوبًا لكثيِّر عزَّة وعنه ذكره ابن قتيبة، في "غريب القرآن" 316. وذكره ابن جرير 19/ 65، والزجاج 4/ 85، والطوسي 8/ 11، ولم ينسبوه وذكره الثعلبي 8/ 108 ب، منسوبًا لكثير.
ولفظه عند الزجاج: ما فهت عندهم بسوء.
وعنه ذكره الأزهري 12/ 391 (رسل)، وهو في "اللسان" 11/ 283. والبيت في ديوان كثير 178، بلفظ:
لقد كذب الواشون ما بحت عندهم ... بليلى ولا أرسلتهم ...
(¬4) "مجاز القرآن" لأبي عبيدة 2/ 84. و"تفسير الثعلبي" 8/ 108 ب.
(¬5) أنشده أبو عبيدة، "مجاز القرآن" 2/ 84، والثعلبي 8/ 108 ب، ونسباه لعباس بن مرداس. وهو كذلك في "لسان العرب" 11/ 283 (رسل). قال أبو عبيدة: ألا ترى أنه أنثها. وأنشده ابن جرير 19/ 65، والطوسي 8/ 11، ولم ينسباه. مع اختلاف =

الصفحة 30