كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 17)

إلى مولدك: مكة (¬1). وهو قول الضحاك، واختيار الفراء (¬2). وعلى هذا قيل لمكة: معاد؛ لأن معاد الرجل: بلده، وذلك أنه يتصرف في أسفاره، ثم يعود إلى بلده (¬3).
وذكر الفراء وجهين آخرين؛ فقال: المعاد هاهنا، إنما أراد به حيثُ وُلدتَ، وليس من: العَود. قال: وقد يكون أن يجعل قوله {لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} لَمصيرك إلى أن تعود إلى مكة مفتوحة لك (¬4). فالوجه الأول: معنى المعاد: المولد. وهو قول أحمد بن يحيى. والوجه الثاني: المعاد: مصدر بمعنى: العود.
القول الثاني في المعاد، أنه: الجنة. وهو قول [أبي سعيد الخدري؛ قال: معاده: آخرته الجنة. ورواية السدي عن أبي صالح، و] (¬5) سعيد بن جبير عن ابن عباس، ورواية ليث عن مجاهد (¬6). وعلى هذا معنى المعاد: الموضع الذي يصير إليه. [فكل شيء إليه] (¬7) المصير فهو: المعاد.
¬__________
(¬1) أخرجه ابن جرير 20/ 125، عن ابن عباس من طريق عكرمة وسعيد بن جبير، ومجاهد من طريق يونس بن عمر، وهو ابن أبي إسحاق. و"غريب القرآن" لابن قتيبة 336، ونسبه لمجاهد.
(¬2) "معاني القرآن" للفراء 2/ 313. واقتصر عليه أبو القاسم الزجاجي، في كتابه: "اشتقاف أسماء الله تعالى" 438.
(¬3) "تأويل مشكل القرآن" 425.
(¬4) "معاني القرآن" للفراء 2/ 313.
(¬5) ما بين المعقوفين ساقط من نسخة (ج).
(¬6) أخرجه ابن جرير 20/ 124، وابن أبي حاتم 9/ 3026، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، وأخرجه عن السدي من طريق أبي صالح، وأخرجه عن مجاهد أيضًا. وأخرجه عن ابن عباس، أبو يعلى الموصلي 2/ 370، وقال الهيثمي: رجاله ثقات. "مجمع الزوائد" 7/ 88
(¬7) ما بين المعقوفين ساقط من نسخة (ج).

الصفحة 475