كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 17)

أم أنتم (¬1)، وهذا كقوله: {رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى}] (¬2) [{مِنْ عِندِهِ}] (¬3) وقد تقدم في هذه السورة (¬4). و (مَنْ) هاهنا في موضع نصب، بإسقاط الخافض منه.

86 - وقوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} قال ابن عباس: أن يوحى إليك القرآن (¬5).
وقال الكلبي: ما كنت ترجو أن تكون نبيًا (¬6).
وقال مقاتل: أن ينزل عليك القرآن، يذكره النعم (¬7).
وقوله: {إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} قال ابن عباس: يريد: رحمةً مني سبقت لك، وأنت في صلب آدم.
وقال مقاتل: يقول: كان الكتاب رحمة، يعني: نعمة من ربك، حين اختُصِصت بها يا محمد (¬8).
قال الفراء: هذا من الاستثناء المنقطع؛ ومعناه: وما كنت ترجو أن تعلم كتب الأولين وقصصهم، تتلوها على أهل مكة، ولم تحضرها ولم تشهدها إلا أن ربك رحمك (¬9).
¬__________
(¬1) "تفسير مقاتل" 70 أ.
(¬2) ما بين المعقوفين ساقط من نسخة: (أ)، (ب).
(¬3) ما بين المعقوفين ساقط من نسخة: (ب).
(¬4) عند الآية: {وَقَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ} [37].
(¬5) أخرجه ابن أبي حاتم 9/ 3027، عن ابن عباس، والحسن.
(¬6) "تنوير المقباس" 331.
(¬7) "تفسير مقاتل" 70 أ.
(¬8) "تفسير مقاتل" 70 أ.
(¬9) "معانى القرآن" للفراء 2/ 313.

الصفحة 477