كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 17)

ابن عباس: يريد: إلا ما أريد به وجهه (¬1). وهو قول الكلبي؛ قال: كل عمل لغيره فهو هالك، إلا ما كان له (¬2).
وقال سفيان: إلا ما أريد به وجه الله من الأعمال (¬3). وهو اختيار الفراء، وأنشد قول الشاعر:
استغفر الله ذنبًا لستُ مُحصِيه ... ربَّ العباد إليه الوجهُ والعملُ
أي: إليه أوجه العمل (¬4).
فعلى هذا وجهُ الله ما وُجِّه إليه من الأعمال. والمعنى ما ذكره الكلبي.
وقال مقاتل: يقول كل شيء من الحيوان ميت، ثم استثنى نفسه بأنه حي لا يموت؛ فقال: {إِلَّا وَجْهَهُ} يعني: إلا هو (¬5).
ونحو هذا روي عن مجاهد (¬6)، واختاره الزجاج؛ فقال: ومعنى:
¬__________
(¬1) ذكره البخاري، ولم ينسبه، وصدره بقوله: ويقال. "فتح الباري" 8/ 505. وأخرجه ابن أبي حاتم 9/ 3028، عن مجاهد. واقتصر على هذا القول النيسابوري، في "وضح البرهان" 2/ 158، ولم ينسبه.
(¬2) "تنوير المقباس" 331.
(¬3) أخرجه ابن أبي حاتم 9/ 3028.
(¬4) "معاني القرآن" للفراء 2/ 314. ولم ينسب البيت. وأنشده سيبويه 1/ 37، ولم ينسبه، وفي الحاشية: البيت من الأبيات الخمسين التي استشهد بها سيبويه، ولا يعرف قائلها. وذكره ابن جرير 9/ 127، بعد أن قال: وقال آخرون: معنى ذلك: إلا ما أريد به وجهه، واستشهدوا لتأويلهم ذلك بقول الشاعر، فذكر البيت، ولم ينسبه. وفي الحاشية: وهو شاهد عند النحاة على أن أصله: أستغفر الله من ذنب، ثم أسقط الجار فاتصل المجرور بالفعل فنصب مفعولًا به. وأنشده ابن جني، "الخصائص" 3/ 247، ولم ينسبه.
(¬5) "تفسير مقاتل" 70 أ. وهو قول أبي عبيدة "مجاز القرآن" 2/ 112. وهذا أقرب إلى ظاهر الآية، والله أعلم.
(¬6) الذي روي عن مجاهد كما سبق: إلا ما أريد به وجهه.

الصفحة 479