كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 17)

الله رجع عن الدين وكفر (¬1).
قال أبو إسحاق: وينبغي للمؤمن أن يصبر على الأذية في الله -عز وجل- (¬2).
قوله تعالى: {وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ} ابتداء كلام آخر على القول الأول (¬3)، وهو: إخبار عن المنافقين. قال مقاتل: ثم استأنف: {وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ} يعني: دولة للمؤمنين (¬4).
وقال ابن عباس: نصر لأولياء الله وأهل طاعته (¬5).
{لَيَقُولُنَّ} يعني: المنافقين للمؤمنين {إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ} على عدوكم (¬6). وعلى القول الثاني يتصل قوله: {وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ} بما سبقه. وهو اختيار صاحب النظم؛ أخرج {مِنْ} موحدًا في أول الآية، وأخرجه مخرج الجمع في قوله: {لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ} موحد مرةً على اللفظ، وجُمع مرةً على المعنى. وكذلك القراء يختلفون في الوقف عند قوله: {كَعَذَابِ اللَّهِ} فهو عند نافع تمام، وعند غيره ليس بتمام؛ لاتصاله بما قبله (¬7).
¬__________
(¬1) أخرجه ابن أبي حاتم 9/ 3037، عن السدي، بمعناه. و"تفسير مقاتل" 71 ب، بمعناه.
(¬2) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 161.
(¬3) أي: على القول بأنها نزلت في عياش بن أبي ربيعة.
(¬4) "تفسير مقاتل" 71 ب.
(¬5) في "تنوير المقباس" 332: فتح مكة.
(¬6) "تفسير مقاتل" 71 ب.
(¬7) هكذا في النسختين: لاتصاله بما قبله؛ وهو خطأ؛ والصواب: لاتصاله بما بعده. قال النحاس: {فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} عن نافع تم، قال غيره: والتمام {أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ}. "القطع والائتناف" 2/ 519

الصفحة 499