كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 17)

وقال مقاتل والكلبي: يعني عبرة لمن بعدهم من الناس (¬1)، إن عصوا رسلهم فعلنا بهم مثل ذلك (¬2).

16 - {وَإِبْرَاهِيمَ} قال الزجاج: المعنى: وأرسلنا إبراهيم، عطفًا على نوح (¬3).
{إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ} قال ابن عباس: أطيعوا الله وخافوه. وقال مقاتل: وحدوا الله واخشوه {ذَلِكُمْ} يعني: عبادة الله خير لكم من عبادة الأوثان {إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} ولكنكم لا تعلمون (¬4). وقال الكلبي: إن كنتم تعلمون أن الله ربكم (¬5).

17 - وقوله: {إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا} قال أبو عبيدة: الأوثان: كل ما كان منحوتًا من خشب أو حجر، والصنم: ما كان من ذهب أو فضة أو نحاس (¬6).
¬__________
(¬1) "تفسير مقاتل" 71 ب. "تنوير المقباس" 333.
(¬2) قال ابن جرير 20/ 136: ولو قيل: معنى: {وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ} وجعلنا عقوبتنا إياهم آية للعالمين، وجعل الهاء والألف في قوله: {وَجَعَلْنَاهَا} كناية عن العقوبة أو السخط ونحو ذلك، إذ كان تقدم ذلك في قوله: {فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} كان وجهًا من التأويل.
(¬3) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 164.
(¬4) "تفسير مقاتل" 71 ب.
(¬5) "تنوير المقباس" 333.
(¬6) "مجاز القرآن" لأبي عبيدة 2/ 114، بلفظ: الوثن: ما كان من حجارة أو جص. وليس فيه ما يتعلق بالصنم، وما ذكره أبو عبيدة في المجاز ذكره ابن قتيبة بنصه في "غريب القرآن" 337، ولم ينسبه. وقد تتبعت الآيات التي وردت فيها كلمة: أصنام، فلم أجد أبا عبيدة تكلم عن هذه المسألة في كتابه "المجاز". وقريب مما ذكر الواحدي عند الأزهري؛ قال: وقال شمر فيما قرأت بخطه: أصل الأمثال =

الصفحة 505