كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 17)

23 - {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ} بالقرآن والبعث بعد الموت {أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي} يعني من جنتي. قاله ابن عباس والكلبي ومقاتل (¬1). وهذه الآيات معترضة في قصة إبراهيم؛ تذكيرًا لأهل مكة وتحذيرًا، ثم عاد الكلام إلى قصة إبراهيم (¬2)، وهو قوله:
24 - {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ} يعني حين دعاهم إلى الله، ونهاهم عن عبادة الأصنام (¬3) {إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ} وهذا تسفيه لرأيهم، وتجهيل لأحلامهم حين أجابوا مَنْ احتج عليهم بأن يُقتل أو يُحرق (¬4).
قوله تعالى: {فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ} قال ابن عباس: يريد: ففعلوا فأنجاه الله (¬5). {إِنَّ فِي ذَلِكَ} أي: في إنجاء الله إبراهيم من النار حتى لا تحرقه بعد ما ألقي فيها {لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} بتوحيد الله وقدرته (¬6).

25 - {وَقَالَ} إبراهيم لقومه: {إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ} اختلف القراء في هذه الآية؛ فقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي: (مَّوَدَّةُ) بالرفع {بَيْنِكُمْ} (¬7) ولهذه القراءة ثلاثة أوجه:
أحدها: أن يجعل: ما اسم: إن، ويضمر ذكرٌ مَّا يعود إلى: ما، فيكون التقدير: إن الذين اتخذتموهم من دون الله {أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ}
¬__________
(¬1) "تفسير مقاتل" 72 أ. و"تنوير المقباس" 334.
(¬2) تفسير ابن جرير 20/ 140، بمعناه.
(¬3) "تفسير مقاتل" 72 أ.
(¬4) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 166، بمعناه.
(¬5) أخرجه ابن أبي حاتم 9/ 3048، بمعناه.
(¬6) "تفسير مقاتل" 72 أ.
(¬7) "السبعة في القراءات" (498)، و"الحجة للقراء السبعة" 5/ 428، و"النشر في القراءات العشر" 2/ 343.

الصفحة 511