كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 17)

رفع (¬1).
وقرأ نافع وابن عامر: (مَّوَدَّةً) بالنصب والتنوين (بَيْنَكُمْ) بالنصب (¬2)، وهذه القراءة كقراءة حمزة في المعنى؛ إلا إنه لم يُضف المودة إلى (بَيْنَكُمْ) فلمَّا لم يضف نوَّن، وانتصب (بَيْنَكُمْ) على الظرف (¬3).
قال المفسرون: يقول إنكم جعلتم الأوثان تتحابون على عبادتها، وتتواصلون عليها في الحياة الدنيا {ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ} (¬4). وقال مقاتل: بين الأتباع والقادة مودةٌ على عبادة الأصنام، ثم إذا كان {ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ} يتبرأ القادة من الأتباع {وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} ويلعن الأتباع القادة؛ لأنهم زينوا لهم الكفر {وَمَأْوَاكُمُ} ومصيركم جميعًا {النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} من مانعين من النار (¬5).

26 - قوله: {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ} قال ابن عباس ومقاتل: فصدق بإبراهيم لوطٌ، وهو ابن أخيه، وهو أول من آمن به، رأى أن النار لم تضرّه (¬6). ومعنى {فَآمَنَ لَهُ}: أي: لأجله، ولأجل ما أتى به من البرهان والحجة.
¬__________
(¬1) "الحجة للقراء السبعة" 5/ 429.
(¬2) "السبعة في القراءات" 499، و"الحجة للقراء السبعة" 5/ 428، و"إعراب القراءات السبع وعللها" 2/ 184.
(¬3) "الحجة للقراء السبعة" 5/ 429.
(¬4) "تفسير الثعلبي" 8/ 158 ب.
(¬5) "تفسير مقاتل" 72 ب.
(¬6) "تفسير مقاتل" 72 ب. و"تفسير الثعلبي" 8/ 158 ب، ولم ينسبه. وأخرجه ابن جرير 20/ 142، وابن أبي حاتم 9/ 3050، عن ابن عباس، بلفظ: صدق لوطٌ.

الصفحة 514