كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 17)

حُبه (¬1)، ويتولونه. وهذا قول قتادة ومقاتل؛ قال قتادة: وليس من أهل دين إلا وهم يتولونه (¬2).
وقال مقاتل: يعني الثناء الحسن، والقالة الحسنة من أهل الأديان كلها (¬3).
وقال الكلبي: هو ما أُعطي من الولد الطيب، والثناء الحسن (¬4).
وقال السدي: أُري مكانَه في الجنة (¬5).
وقال الحسن: أجرُه في الدنيا: نيته الصالحة التي اكتسب بها الأجر في الآخرة (¬6). وعلى هذا يكون التقدير: وآتيناه سبب أجره.
قوله تعالى: {وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} هذه الآية كالآية في آخر (سورة النحل)، في ذكر إبراهيم: {وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (122)} (¬7). قال ابن عباس: يريد: مِثلَ: آدم ونوح (¬8). يعني: أنه في درجتهما؛ لأن الله تعالى استخرج (¬9) الذرية الطيبة كما استخرج منهما.
¬__________
(¬1) أي: يدعون حبه. "تهذيب اللغة" 5/ 65 (نحل).
(¬2) أخرجه عبد الرزاق 2/ 96، وابن جرير 20/ 144، وابن أبي حاتم 9/ 3052.
(¬3) "تفسير مقاتل" 72 ب. وذكر نحوه الفراء، "معاني القرآن" 2/ 316.
(¬4) "تنوير المقباس" 334. وأخرجه ابن جرير 20/ 144، عن ابن عباس. وذكره ابن قتيبة، "غريب القرآن" 338، ولم ينسبه.
(¬5) ذكره عن السدي، ابن الجوزي "زاد المسير" 6/ 268.
(¬6) أخرجه ابن أبي حاتم 9/ 3053.
(¬7) قال مقاتل عند هذه الآية: نظيرها في النحل. "تفسير مقاتل" 72 ب.
(¬8) أخرجه ابن أبي حاتم 9/ 3053، عنه بلفظ: الصالحين: الأنبياء والمؤمنين.
(¬9) هكذا في نسخة: (أ)، و: (ب). ولو زيدت: منه، لكان أوضح، فيكون الكلام لأن الله تعالى استخرج منه الذرية الطيبة.

الصفحة 516